الثلاثاء 02 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
عقارات

حلم الرفاهية يتحول إلى كابوس.. غضب متصاعد ضد مشروعات معمار المرشدي

الثلاثاء 02/ديسمبر/2025 - 04:23 م
معمار المرشدي
معمار المرشدي

في قلب مدينة 6 أكتوبر، حيث يفترض أن تكون الأحلام السكنية تتحقق، يعيش عشرات العائلات حالة من اليأس والغضب داخل كمبوندات تابعة لشركة معمار المرشدي، وما كان يروج له كـ"جنة حضرية" مليئة بالخضرة والأمان، تحول إلى ساحة للشكاوى اليومية: قمامة متراكمة في الممرات، كلاب ضالة تتجول بحرية، وغياب تام للأمن يجعل السكان يخشون الخروج ليلاً.

وهذه ليست قصة خيالية، بل واقع يرويه سكان مشروعات معمار المرشدي، ويكشف عنه فيديو منشور على فيسبوك من قبل المهندس أشرف سمير، يحمل تحذيراً صارخاً: "قبل ما تشتري شقة وتقول لقيت فرصة... اسمع من اللي اشترى وسكن".

وفي فيديو نشرته صفحة أحد الملاك على فيسبوك في أغسطس 2025، والذي حصد أكثر من 181 ألف مشاهدة، يصف السكان مشروعاً تابعاً لمعمار المرشدي كـ"فخ مغلف بالإعلانات البراقة".

ويظهر الفيديو لقطات حقيقية لقمامة متناثرة في الأدوار، كلاب ضالة تتجول داخل الكمبوند دون رقيب، وممرات مظلمة بسبب غياب الإضاءة والصيانة.

وقال المالك: "إحنا سكان مشروع تابع للمرشدي، وبدل ما نلاقي بيئة نظيفة وخدمات وأمن... واجهنا الآتي: كلاب ضالة داخل الكمبوند، قمامة داخل الأدوار والممرات، غياب أمني كامل وعدم رقابة على الدخول والخروج".

وأضاف: "إدينا للإدارة الفرصة، بعتنا رسائل رسمية، وانتظرنا رد... والنتيجة؟ تجاهل كامل، من حق أي شخص يفكر يشتري وحدة إنه يشوف الواقع مش الصور الإعلانية".

وهذا الفيديو ليس حالة فردية، بل هو قطرة في محيط من الشكاوى التي تراكمت على مدار سنوات ضد شركة معمار المرشدي، إحدى أكبر الشركات في سوق التطوير العقاري المصري.

و تأسست الشركة عام 1983 على يد المهندس محمد المرشدي، وسرعان ما أصبحت تروج لنفسها كـ"رائدة في التصميم الحديث"، مع مشروعات تشمل "سكاي لاين"، "قطامية جيت"، "دجلة بالمز"، و"زهرة الساحل الشمالي".

وتنفق الشركة ملايين الجنيهات سنوياً على حملات إعلانية تضم نجوماً مثل محمد رمضان وأحمد السقا، لترويج صورة مثالية عن "حياة فاخرة" بأسعار تبدأ من 5% مقدم وتقسيط يصل إلى 8 سنوات بدون فوائد، ولكن الواقع، كما يروي العملاء، يختلف جذرياً.

8 سنوات من الانتظار المر

ومن أبرز الشكاوى التي تتردد في التقارير الإعلامية والمنشورات على وسائل التواصل، التأخير المزمن في تسليم الوحدات، ففي مشروع "زهرة الساحل الشمالي"، الذي أعلن عنه عام 2020 كـ"وجهة سياحية متكاملة" على 226 فداناً في خليج سيدي عبد الرحمن، ينتظر الملاك حتى 5 سنوات دون رؤية أساسات كاملة.

وفي مارس 2025، نظم ملاك المشروع وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة، مطالبين بإعلان موعد تسليم بعد "مماطلة" استمرت أعواماً.

وسأل أحد الملاك في تعليق ساخر انتشر على فيسبوك، قائلاً: "شوية خرسانات تخلص كلها في 3-4 شهور، طيب وبقية الأربع سنين عملتوا فيها إيه؟"، مشيراً إلى أن الشركة بدأت في وضع الخرسانات بعد الاحتجاجات فقط.

ويصف "زهرة" بأنها "حلم تحول إلى كابوس"، وسط اتهامات بالتأخير في التنفيذ والتخبط في التخطيط.

وكتب أحد المتضررين: "كل يوم مشاكل جديدة بتظهر في قرية زهرة! الناس اللي اشترت كانت فاكرة إنها بتستثمر في مكان راقي، لكن الحقيقة حاجة تانية خالص! خدمات ملغية، وماحدش عارف هتتعمل إمتى ولا إذا!".

معمار المرشدي

ويسخر عملاء من الإعلانات: "نفسي أشوف زهرة وأهلها وجيرانها، ولا حرام علينا نشوفهم... طلوع القمر أسهل من دخول بوابة زهرة".

وليس "زهرة" استثناءً، في مشروع "قطامية جيت"، ينتظر أحد العملاء كما ذكر على فيسبوك، وحدته منذ يناير 2021، رغم العقد الذي يحدد تسليماً فورياً.

وقال: "بقالي ثلاث سنوات ونص منتظر، والشركة تتقاعس عن حل المشكلات مع عملائها الحاليين بينما تجذب الجدد".

وهذه التأخيرات تمتد إلى 8 سنوات في بعض المشاريع، مما دفع السكان إلى اللجوء إلى الجهات الحكومية، مثل شكوى ملاك "وان قطامية" إلى رئاسة الوزراء في 2021، تتهم الشركة ببيع وحدات سكنية كإدارية مخالفة للعقود.

نقص الخدمات وغياب الأمن

وحتى الوحدات المسلمة، لا تعفى من المشاكل، ففي "دجلة بالمز"، يشتكي الملاك من عدم دخول الغاز والتليفون الأرضي والإنترنت، رغم الوعود بعقود متكاملة.

وشكوى قدمها الملاك إلى جهاز مدينة 6 أكتوبر في 2021 تكشف عن "غياب كثير من الخدمات وعدم وجود نوادي أو مولات"، بالإضافة إلى انقطاع متكرر للكهرباء.

أما الأمن، فيعد الكابوس الأكبر، ففي يناير 2023، أفادت تقارير بارتفاع حالات السرقة في مشروعات أكتوبر التابعة للشركة، مما دفع السكان إلى "الهروب" وبيع وحداتهم عبر المنصات الإلكترونية.

وفي الفيديو الحديث، يظهر السكان كيف أصبح الكمبوند "دون رقابة"، مع دخول وخروج غير منظم يهدد السلامة.

وتفاعل الملاك مع الفيديو قائلين: "المرشدي عموماً من أسوأ الشركات، أنا ساكن في كمبوند وعايز أقولك كل الخدمات وكل الوعود مش بتتنفذ"

وهذه الشكاوى ليست مجرد كلمات، إنها تترجم إلى خسائر مالية هائلة، حيث يدفع السكان ودائع صيانة تصل إلى عشرات الآلاف، لكن "لا يعلمون عن أوجه صرفها شيئاً".

ومع اقتراب نهاية 2025، يبقى السؤال: هل ستستمر معمار المرشدي في بيع "الوهم"، السكان يطالبون بتدخل حكومي عاجل، خاصة بعد شكاوى إلى وزارة الإسكان ومجلس الوزراء.