الخميس 14 أغسطس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
اقتصاد مصر

15 مليار جنيه لإعادة الحياة لـ مترو القاهرة.. خطة طموحة لتحديث الخط الثاني

الأربعاء 13/أغسطس/2025 - 10:00 م
مترو الأنفاق
مترو الأنفاق

في قلب العاصمة المصرية النابض، حيث تتلاقى الحياة اليومية لملايين المواطنين مع إيقاع المدينة المتسارع، يبرز مترو الأنفاق كشريان حيوي ينبض بالحركة والتنمية. يمثل الخط الثاني لمترو القاهرة، الذي يربط بين شبرا الخيمة شمالاً والمنيب جنوباً، عصب التنقل اليومي لأكثر من مليون راكب يومياً.

ومع إعلان الحكومة المصرية عن خطة طموحة لتحديث هذا الخط بتكلفة تقديرية تبلغ 15 مليار جنيه (ما يزيد عن 309 ملايين دولار)، تتجه الأنظار نحو مشروع يعد بإعادة صياغة تجربة النقل العام في العاصمة، لتكون أكثر أماناً وكفاءة وحداثة.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض تفاصيل خطة تطوير الخط الثاني من مترو الأنفاق.

تفاصيل المشروع والرؤية الشاملة للتحديث

ويمتد الخط الثاني لمترو القاهرة، الذي افتتح عام 1996، على مسافة 21.6 كيلومتراً، ويضم 20 محطة تربط بين الضواحي الشمالية والجنوبية للعاصمة.

والمشروع يهدف إلى إعادة تأهيل البنية التحتية للخط من خلال سلسلة من التدخلات الحديثة التي تشمل تركيب أبواب أمان على الأرصفة، وتحديث مرافق المحطات، وتجديد مسار السكة الحديد، وتطوير المصاعد وأنظمة الصرف الداخلي.

وهذه الأعمال تهدف إلى تعزيز السلامة، تحسين تجربة الركاب، وإطالة العمر الافتراضي للخط الذي يعد أحد أعمدة النقل العام في القاهرة.

ومن المقرر أن يمتد تنفيذ المشروع على مدار خمس سنوات بعد توقيع العقود مع الشركات المنفذة، مع التزام الحكومة بتقليل الاضطرابات في حركة المترو من خلال تنفيذ الأعمال خلال الفترات المسائية، وهذا النهج يعكس حرص الحكومة على الحفاظ على استمرارية الخدمة التي يعتمد عليها ملايين المواطنين يومياً، مع ضمان تحقيق التحديثات المطلوبة بأعلى معايير الجودة.

التمويل والتنفيذ

وتتولى الهيئة القومية للأنفاق تمويل المشروع بالكامل، مما يعكس التزام الدولة بدعم مشاريع البنية التحتية الحيوية من خلال مواردها الداخلية، وتدرس الحكومة طرح المشروع على شركات محلية، وهو ما يعزز من دور القطاع الخاص المصري في تنفيذ المشروعات التنموية الكبرى، ويسهم في تحفيز الاقتصاد الوطني من خلال توفير فرص عمل جديدة ودعم الصناعات المحلية.

مترو الأنفاق

يأتي هذا المشروع كجزء من خطة أوسع لتحديث البنية التحتية في مصر، والتي أنفقت خلالها الدولة حوالي 10 تريليونات جنيه منذ عام 2014، بحسب تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويبرز هذا الاستثمار الضخم التزام الحكومة بتطوير قطاع النقل كأحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المواطنين المتزايدة.

مشاريع نقل طموحة

ولا يقتصر طموح مصر في تحديث النقل العام على الخط الثاني للمترو، بل يمتد ليشمل مشاريع ضخمة أخرى تشرف عليها الهيئة القومية للأنفاق، ومن بين هذه المشاريع، الخط الرابع لمترو القاهرة بطول 19 كيلومتراً، ومشروع القطار السريع الذي يربط العين السخنة بمرسى مطروح بطول 675 كيلومتراً.

كما تشمل الخطة تنفيذ خطي مونوريل معلق بطول إجمالي 100 كيلومتر لربط مدينة السادس من أكتوبر بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب خط مترو جديد في الإسكندرية بطول 21.7 كيلومتر يتوقع افتتاحه منتصف 2026.

كما أن الاعتماد على الشركات المحلية في المشروع يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز القدرات الوطنية في تنفيذ المشروعات الكبرى، مع إمكانية خفض التكاليف مقارنة بالتعاقد مع شركات أجنبية.

مستقبل النقل في مصر

ويمثل مشروع تحديث الخط الثاني لمترو القاهرة خطوة نوعية في مسيرة مصر نحو بناء نظام نقل عام متطور ومستدام، ومن خلال تعزيز الأمان، تحسين تجربة الركاب، وتطوير البنية التحتية، تسعى مصر إلى إعادة صياغة مفهوم النقل العام في واحدة من أكثر مدن العالم ازدحاماً.

ومع استمرار الحكومة في استثماراتها الضخمة في البنية التحتية، يبدو أن المستقبل يحمل وعوداً بتحولات إيجابية ستعزز من جودة الحياة لملايين المصريين.