هل يفاجئ البنك المركزي الأسواق بقرار غير متوقع.. سيناريوهات اجتماع لجنة السياسة النقدية
النهارده السوق كله واقف على رجل ونص والكل بيحسبها ألف مرة قبل ما ياخد أي خطوة والبنوك والمستثمرين والمواطنين بيسألوا نفسهم هو البنك المركزي ممكن يفاجئ السوق بقرار محدش متوقعه ولا هيمشي على نفس النهج المعتاد وهل اجتماع لجنة السياسة النقدية النهاردة هيكون نقطة تحول ولا مجرد محطة عادية في مسار طويل من القرارات الحذرة.
اللي متابع المشهد الاقتصادي في مصر كويس عارف إن اجتماع بكرة مش اجتماع عادي ده اجتماع جاي في توقيت حساس جدا بعد شهور من تشديد نقدي قوي وبعد أرقام تضخم بدأت تهدى نسبيا وبعد تحركات واضحة من البنك المركزي لسحب السيولة من السوق بكميات كبيرة في الأيام اللي فاتت واللي كان آخرها سحب أكتر من مية مليار جنيه في عطاء واحد وده لوحده رسالة مهمة جدا للأسواق.
السؤال اللي بيفرض نفسه هل البنك المركزي هيكمل سياسة التثبيت ويفضل ماسك العصاية من النص ولا يفاجئ الجميع بخفض مبكر للفائدة عشان يدي دفعة للنشاط الاقتصادي والاستثمار ولا يختار سيناريو ثالث أقل توقعا لكنه وارد جدا في ظل المتغيرات العالمية والمحلية.
السيناريو الأول واللي ناس كتير شايفاه الأقرب هو تثبيت أسعار الفائدة وده سيناريو منطقي جدا لو بصينا للصورة الكبيرة البنك المركزي دايما بيحب يتحرك بحذر شديد ويفضل يراقب أثر قراراته السابقة قبل ما ياخد خطوة جديدة خصوصا إن التضخم رغم تراجعه لسه محتاج يتأكد إنه في مسار نزولي مستدام وإن أي خفض بدري ممكن يرجع الضغط على الأسعار وسوق الصرف من تاني.
السيناريو التاني واللي السوق بدأ يتكلم عنه بهدوء هو خفض محدود للفائدة خفض محسوب هدفه إرسال رسالة ثقة إن المرحلة الأصعب عدت وإن الاقتصاد المصري قادر يستوعب خطوة زي دي من غير ما يحصل ارتباك وده سيناريو هيكون مريح لقطاع الأعمال والاستثمار وهيدعم الاقتراض والإنتاج لكن في نفس الوقت محتاج حسابات دقيقة جدا.
أما السيناريو التالت فهو المفاجأة الحقيقية إن البنك المركزي يغير لهجته من غير ما يغير الأرقام يعني يثبت الفائدة لكن يبعث إشارات واضحة في البيان بتاعه عن اتجاه تيسيري جاي في الاجتماعات اللي بعد كده وده أسلوب استخدمته بنوك مركزية كتير حوالين العالم عشان تهيئ الأسواق نفسيا للمرحلة الجاية.
اللي لازم نفهمه إن قرار بكرة مش بس أرقام فائدة ده قرار بيترجم رؤية الدولة للاقتصاد في المرحلة الجاية ورؤية البنك المركزي للتوازن بين محاربة التضخم ودعم النمو وجذب الاستثمارات والحفاظ على استقرار السوق النقدي.
وبرضه لازم ناخد بالنا إن البنك المركزي بيتحرك دلوقتي في بيئة مختلفة نسبيا عندك تحسن في موارد العملة الصعبة من سياحة وتحويلات واستثمارات وعندك تعاون مستمر مع مؤسسات دولية وعندك إشارات إيجابية من مؤشرات كتير كل ده بيدي مساحة حركة أوسع للجنة السياسة النقدية لكنها مساحة محسوبة مش مفتوحة.
عشان كده قرار بكرة مهما كان شكله هيكون رسالة قوية للأسواق رسالة بتقول إن البنك المركزي لسه مسيطر على المشهد وبيقرأ الأرقام كويس وبيتحرك في التوقيت اللي يخدم الاقتصاد على المدى المتوسط والطويل مش بس يرضي السوق لحظة.
اللي جاي مهم والليلة طويلة والأسواق مش هتنام غير لما تسمع القرار والكلام اللي هيطلع معاه لأن في التفاصيل دايما بتكون الحكاية كلها وده اللي مخلي اجتماع بكرة محط أنظار الجميع من غير استثناء.
