اليوان الصيني يقترب من أعلى مستوى في أسبوعين مع ترقب المستثمرين للبيانات الاقتصادية
حافظ اليوان الصيني على استقراره بالقرب من أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الخميس، في ظل تداولات محدودة داخل نطاق ضيق، بينما يترقب المستثمرون صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المهمة التي من المتوقع أن تحدد ملامح السياسة النقدية الصينية خلال الفترة المتبقية من العام الجاري.
ومن المنتظر أن تصدر الصين هذا الأسبوع بيانات الائتمان لشهر أكتوبر إلى جانب مؤشرات رئيسية أخرى مثل مبيعات التجزئة، والإنتاج الصناعي، والاستثمار في الأصول الثابتة، والمقرر نشرها يوم الجمعة، وهي بيانات من شأنها أن تعطي صورة أوضح عن أداء ثاني أكبر اقتصاد في العالم وسط محاولات بكين لتحقيق توازن بين دعم النمو وكبح المخاطر المالية.
وفي التعاملات المبكرة، ارتفع اليوان في السوق المحلية إلى 7.1108 للدولار، مسجلًا أقوى مستوياته منذ 31 أكتوبر، بينما حدّد بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) سعر منتصف التداول عند 7.0865 للدولار، وهو أقوى من توقعات وكالة "رويترز" بنحو 291 نقطة أساس، علمًا بأن اليوان يُسمح له بالتحرك ضمن نطاق ±2% حول هذا السعر يوميًا.
وأشار محللون في بنك "ماي بنك" إلى أن تحركات الدولار في الأسواق العالمية قد تدفع اليوان الخارجي لمزيد من الارتفاع ضمن نطاق يتراوح بين 7.09 و7.15 للدولار، متوقعين أن ينهي الزوج تعاملاته عند 7.07 بنهاية العام الجاري، مع احتمال استمرار الدعم من السياسة النقدية التيسيرية.
أما في السوق الخارجية، فقد جرى تداول اليوان عند 7.1123 للدولار منخفضًا بنحو 0.01% خلال جلسة آسيا، بينما افتتح اليوان الفوري التداول عند 7.1135 للدولار، قبل أن يسجل آخر تعامل له عند 7.1117 حتى الساعة 02:07 بتوقيت غرينتش، أي أقوى بـ 8 نقاط أساس عن الإغلاق السابق، لكنه لا يزال أضعف بـ 0.36% من سعر المنتصف الرسمي المحدد.
وقال محلل في بنك "ميتسوبيشي يو إف جي" إن البيانات المنتظرة قد تكشف عن تباطؤ محدود في الزخم الاقتصادي، إلا أن صناع القرار في بكين يُرجح أن يكتفوا بـ حوافز محدودة خلال الربع الأخير من عام 2025، مع إمكانية تقديم دعم أوسع في عام 2026 إذا استمرت مؤشرات التباطؤ.
وفي سياق متصل، دفعت بيانات السياسة النقدية للربع الثالث التي صدرت مؤخرًا العديد من البنوك الاستثمارية إلى تأجيل توقعاتها بشأن أي خفض قريب لأسعار الفائدة في الصين، إذ يتوقع محللو "هوتاي سيكيوريتيز" أن يمتنع بنك الشعب الصيني عن خفض الفائدة حتى نهاية 2026، مع استمرار نهجه التيسيري في الأمد القريب للحفاظ على الاستقرار المالي وتحفيز النمو.
وفي ظل ذلك، يواصل المستثمرون مراقبة التوترات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة لتقدير اتجاه العملة الصينية في المدى المتوسط، خاصة بعد تقارير تحدثت عن زيادة الصين لمخزوناتها من فول الصويا عقب واردات قياسية خلال الأشهر الماضية، ما قد يحد من مكاسب المصدّرين الأمريكيين رغم الهدنة التجارية المعلنة بين الجانبين.
وفي تطور آخر يعزز حضور العملة الصينية عالميًا، أعلنت وزارة المالية الروسية أمس الأربعاء أنها ستطرح في 8 ديسمبر المقبل إصدارين جديدين من السندات الحكومية المقومة باليوان داخل السوق المحلية الروسية، بآجال تتراوح بين 3 و7 سنوات، في خطوة تعكس تزايد استخدام اليوان في المعاملات الدولية وسط مساعي موسكو لتقليل الاعتماد على الدولار.
وفي المقابل، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي – الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية – بنسبة 0.005% ليصل إلى 99.48 نقطة، ما دعم استقرار اليوان بالقرب من مستوياته القوية الأخيرة.
