بـ 25 مليار جنيه.. مشروع القرن للكهرباء يغزو صحراء المنيا لخدمة مليون فدان
في قلب صحراء المنيا الغربية، حاجة كبيرة بتحصل بهدوء، بس تأثيرها هيبقى ضخم.
أرض كانت سنين طويلة خارج الحسابات، النهارده بتدخل مرحلة جديدة عنوانها الزراعة الحديثة والتنمية الحقيقية.
الكهرباء، اللي هي أساس أي تنمية، بقت دلوقتي بتتمدد وسط الصحراء، علشان تحوّل المليون فدان من أرض ساكنة لمجتمع إنتاجي نابض بالحياة.
مشروع المليون ونصف المليون فدان واحد من أكبر مشروعات التوسع الزراعي في تاريخ مصر، ومع تطور التنفيذ، الدولة بدأت تركز على البنية التحتية اللي تضمن استدامة المشروع مش مجرد استصلاح أرض وخلاص.
وأهم عنصر في المعادلة دي كان الكهرباء.
علشان كده انطلق واحد من أضخم مشروعات الطاقة الموجهة للزراعة، بتكلفة وصلت لـ 25 مليار جنيه، لتوصيل الكهرباء لأراضي الريف المصري الجديد في منطقة سهل المنيا الغربي، واللي بتخدم حوالي مليون فدان كاملة.
المشروع مش مجرد كابلات وأبراج، ده شبكة متكاملة من محطات جهد فائق وجهد عالي وخطوط نقل حديثة، مصممة علشان تشغل الزراعة الحديثة، من آبار ري، وأنظمة طلمبات، لحد محطات الفرز والتعبئة والتخزين.
تنفيذ المشروع بيتم على مرحلتين أساسيتين.
المرحلة الأولى بتوفر قدرة كهربائية حوالي 100 ميجا فولت أمبير، وبتغطي مناطق:
جنوب غرب المنيا، امتداد غرب المنيا، وغرب منفلوط والقوصية.
ودي مناطق كانت أكتر حاجة محتاجاها هي مصدر طاقة مستقر علشان تدخل مرحلة الإنتاج الحقيقي.
المرحلة التانية بتكمّل الصورة، وبتغطي مناطق:
درب البهنساوي، غرب المنيا، وشمال غرب غرب المنيا، وعند اكتمال المرحلتين، القدرة الإجمالية هتوصل لحوالي 500 ميجا فولت أمبير، وده رقم كافي لتشغيل كامل نطاق المشروع الزراعي في المنطقة.
أهمية الكهرباء هنا مش بس في الإنارة أو التشغيل، لكن في إنها بتفتح الباب لزراعة متطورة تعتمد على التكنولوجيا، وترشيد المياه، وزيادة الإنتاجية، وتقليل الفاقد.
كمان بتشجع المستثمرين يدخلوا بقوة، لأن الأرض لما تكون مجهزة كهرباء وطرق وخدمات، بتتحول من مغامرة لاستثمار مضمون.
المشروع ده جزء من خطة أوسع لتعمير الصحراء، تشمل كمان تمهيد الطرق، إنشاء شبكات اتصالات، والتجهيز مستقبلًا لمشروعات طاقة متجددة تخدم نفس المناطق، وده معناه إن التنمية هنا مش مؤقتة، لكنها مبنية على رؤية طويلة المدى.
والأهم، إن المشروع ده بيمس حياة آلاف الشباب، خصوصًا في الصعيد، من خلال فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وخلق مجتمعات زراعية جديدة بدل الهجرة والبحث عن فرص بعيدة.
باختصار، اللي بيحصل في صحراء المنيا الغربية مش مجرد توصيل كهرباء،
ده إشعال شرارة تنمية،
وتحويل أرض بكر لمصدر إنتاج،
وترجمة فعلية لفكرة إن الزراعة الحديثة هي أمن قومي واقتصاد مستدام.

