الثلاثاء 11 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

16 وظيفة جديدة.. كيف أعاد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة العمل حول العالم؟

الثلاثاء 11/نوفمبر/2025 - 12:44 م
كيف أعاد الذكاء الاصطناعي
كيف أعاد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة العمل حول العالم؟

في الوقت الذي تشتد فيه المخاوف من أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستتسبب في موجة استغناء واسعة عن البشر داخل مقرات العمل، جاءت المفاجأة من الاتجاه المعاكس تمامًا، فبينما يثار الجدل عالميا حول “من سيبقى ومن سيغادر”، تكشف تقارير حديثة أن الذكاء الاصطناعي لم يكتفِ بالحفاظ على بعض الوظائف، بل أسهم فعليًا في ابتكار مهن جديدة لم تكن موجودة من قبل، لتصبح هذه التقنية المثيرة مثابة مولد لفرص عمل مستقبلية بدلاً من أن تكون نذيرا للبطالة.

وتشير بيانات دولية حديثة إلى أن تسارع وتيرة اعتماد الشركات الكبرى حول العالم لتقنيات الذكاء الاصطناعي أدى إلى ظهور 16 مسمى وظيفيا جديدا خلال الفترة الأخيرة، وهو تحول يعكس إعادة صياغة كاملة لمفهوم العمل ومهارات العاملين في المؤسسات. 

شركات عالمية تستحدث وظائف جديدة بسبب الذكاء الاصطناعي 

فبدءا من شركات التكنولوجيا العملاقة مثل Salesforce و Workday، مرورا بمؤسسات الخدمات المهنية مثل KPMG، ووصولا إلى وول مارت – أكبر جهة توظيف في الولايات المتحدة – بدأت الشركات في بناء أدوار جديدة بالكامل تعنى بدمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية اليومية، وتحقيق أقصى كفاءة ممكنة في إدارة الموارد.

16 وظيفة جديدة.. كيف أعاد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة العمل حول العالم؟

وتمثل بعض هذه المسميات تحديثًا لمهن قديمة تتطور تحت ضغط الواقع التكنولوجي الجديد، فيما خرج بعضها الآخر من رحم الثورة التقنية الحديثة، دون أي جذور سابقة في سوق العمل، وهكذا، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل أصبح محركا لبناء جيل جديد من الوظائف، يقف على الحدود الفاصلة بين الإبداع البشري والقدرات الحسابية للآلة.

وظائف جديدة ولدت من رحم الذكاء الاصطناعي

تقرير صادر عن واشنطن بوست، رصد التحولات الوظيفية التي أحدثها الذكاء الاصطناعي، محددا 16 وظيفة جديدة تمثل ملامح سوق العمل في المستقبل القريب، والوظائف الجديدة هي :

مصمم محادثات الذكاء الاصطناعي (AI Conversation Designer):

يبتكر أسلوب الحوار بين الإنسان والنظام الذكي، ويضبط طريقة تفاعل المستخدمين مع الروبوتات والمساعدين الافتراضيين، بما يضمن تجربة أكثر طبيعية وسلاسة.

مهندس معرفة (Knowledge Architect):

يحدد ما الذي يجب أن “تعرفه” أنظمة الذكاء الاصطناعي، وكيف تنفذ مهامها ضمن بيئة العمل، مع فهم دقيق لهيكلة المعلومات والعلاقات المنطقية بين البيانات.

مصمم تفاعل (Interaction Designer): 

يبني الجسور بين الإنسان والآلة، ويعمل على تصميم واجهات تفاعلية تعزز الثقة وتبسط الفهم المتبادل بين الطرفين.

مهندس فني للذكاء الاصطناعي (AI Artist Engineer):

يجمع بين الإبداع الفني والخبرة التقنية لإنتاج محتوى بصري يتسق مع هوية العلامة التجارية، مستفيدا من أدوات الذكاء الاصطناعي في تحويل الأفكار إلى صور نابضة.

16 وظيفة جديدة.. كيف أعاد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة العمل حول العالم؟

مهندس أوامر (Prompt Engineer): 

أحد أكثر الأدوار طلبا عالميًا، إذ يتولى كتابة وصياغة الأوامر النصية الدقيقة التي تحدد كيفية استجابة النماذج اللغوية، ويبتكر “شخصيات رقمية” قادرة على التفاعل الذكي مع المستخدمين.

قائد التعاون البشري مع الذكاء الاصطناعي (Human-AI Collaboration Lead):

ينظم العلاقة بين الإنسان والآلة داخل فرق العمل، ويضع أطرا استراتيجية تضمن تحقيق التكامل بين الطرفين لا التنافس.

خبير إستراتيجية التبني (Adoption Strategist):

يشرف على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات بسلاسة، مع مراعاة البعد الأخلاقي ومعايير الأمان، وضمان تقبل العاملين للتقنيات الجديدة.

مهندس الاستخدام المسؤول (Responsible Use AI Architect): 

يضع المعايير التقنية والأخلاقية التي تحكم تطوير الأنظمة الذكية، ويضمن التزامها بالضوابط القانونية والاجتماعية.

مهندس تنسيق (Orchestration Engineer): 

يربط بين وكلاء الذكاء الاصطناعي المختلفة داخل المؤسسة، ويحدد أدوارها وتفاعلها مع أدوات التشغيل الأخرى بطريقة متناغمة.

مهندس ذكاء اصطناعي (AI Engineer): 

يعمل على تطوير حلول ذكية قابلة للتوسع في قطاعات تتجاوز التكنولوجيا، بدءا من الخدمات المالية وصولا إلى الرعاية الصحية.

مهندس بنية الذكاء الاصطناعي (AI Architect):

يصمم البنية التحتية الكاملة التي تعتمد عليها الأنظمة الذكية، من نماذج تعلم الآلة إلى الخدمات السحابية وحوكمة البيانات.

16 وظيفة جديدة.. كيف أعاد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة العمل حول العالم؟

مصنف بيانات (Data Annotator): 

يعالج البيانات الأولية ويصنفها لتغذية النماذج الذكية، وهي وظيفة قديمة عادت للواجهة مع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي.

رئيس قسم الذكاء الاصطناعي (Head of AI):

يقود الاستراتيجية العامة للذكاء الاصطناعي داخل المؤسسة، ويشرف على تطوير المشاريع والابتكارات التقنية.

مدير عمليات الوكلاء الأذكياء (Agent Operations Manager): 

يُدير أداء وكلاء الذكاء الاصطناعي ويعالج الأعطال التشغيلية، ويضمن استمرارية الأداء الذكي دون انقطاع.

نائب الرئيس الأول لإستراتيجية الذكاء الاصطناعي (SVP of AI Strategy): 

يضع الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد لاعتماد التقنيات الذكية وتوجيه الاستثمارات في مسار الابتكار.

نائب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي (EVP of AI): 

وظيفة أطلقتها وول مارت لقيادة التحول الذكي في التصميم والمنتجات والمنصات، بهدف رفع الإنتاجية وتعزيز الكفاءة عبر جميع الإدارات.

ماذا فعل الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل؟

هذا التحول النوعي في الخريطة الوظيفية العالمية لا يعكس فقط تطورا تقنيا، بل تحولا في الفكر المؤسسي تجاه الإنسان والالة، وبحسب تقرير حديث لبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، نقلته وكالة رويترز في سبتمبر 2025، لم تتسبب موجة تبني الذكاء الاصطناعي في تسريحات جماعية كما كان متوقعًا، بل قادت إلى برامج تدريب وتأهيل موسعة للموظفين كي يواكبوا طبيعة الوظائف الجديدة داخل مؤسساتهم، وهو الاتجاه نفسه الذي سُجّل خلال عام 2024.

16 وظيفة جديدة.. كيف أعاد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة العمل حول العالم؟

وبينما لا يزال الجدل محتدما حول الحدود الفاصلة بين قدرات الإنسان والآلة، يبدو أن الواقع يسير نحو صيغة أكثر توازنا، حيث يتحول الذكاء الاصطناعي من “منافسٍ محتمل” إلى شريك استراتيجي يعيد تعريف سوق العمل، ويؤسس لمرحلة يصبح فيها الإبداع البشري والتقنية المتقدمة وجهين لعملة واحدة في صناعة المستقبل.