ترامب يشيد بالشراكة طويلة الأمد مع كوريا الجنوبية في صناعة بناء السفن
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء بالعلاقات الاقتصادية المتينة التي تجمع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين في مجال صناعة بناء السفن يمثل نموذجًا للشراكات الصناعية الناجحة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وخلال كلمته أمام قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) المنعقدة في العاصمة الكورية سول، قال ترامب إن كوريا الجنوبية "شريك رئيسي في تطوير التقنيات المتقدمة بمجال بناء السفن والطاقة البحرية"، مشيرًا إلى أن الشركات الكورية والأمريكية استطاعت على مدار العقود الماضية إقامة تحالفات صناعية قوية أسهمت في دعم سلاسل التوريد العالمية وتعزيز الابتكار في القطاع البحري.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى توسيع آفاق التعاون الصناعي مع سول في مجالات الطاقة النظيفة والابتكار التكنولوجي وتطوير السفن العاملة بالوقود منخفض الانبعاثات، موضحًا أن هذه الجهود تأتي في إطار خطة واشنطن لخفض البصمة الكربونية في قطاع النقل البحري العالمي بحلول عام 2035.
وأكد ترامب أن بلاده "تقدر الدور الريادي لكوريا الجنوبية في صناعة السفن العملاقة وسفن الغاز الطبيعي المسال"، مشيرًا إلى أن الخبرات الكورية في هذا المجال تمثل عنصرًا حاسمًا في دعم الصناعة البحرية الأمريكية، لاسيما مع الاتجاه المتزايد لتجديد الأسطول التجاري الأمريكي وفق معايير بيئية أكثر صرامة.
من جانبه، رحب رئيس الوزراء الكوري الجنوبي بتصريحات ترامب، مؤكدًا أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين تجاوزت مرحلة التعاون التجاري التقليدي إلى شراكة استراتيجية قائمة على التكنولوجيا والابتكار، مشيرًا إلى أن شركات البلدين تعمل حاليًا على تطوير مشروعات مشتركة لبناء سفن تعمل بالهيدروجين والأمونيا الخضراء.
كما ناقش الجانبان خلال القمة فرص الاستثمار في أحواض بناء السفن الكورية والتعاون في مجالات التدريب ونقل المعرفة التقنية، في ظل توقعات بأن يشهد قطاع بناء السفن العالمي انتعاشًا خلال العامين المقبلين نتيجة ارتفاع الطلب على السفن الصديقة للبيئة.
وتعد كوريا الجنوبية من أبرز القوى العالمية في صناعة بناء السفن إلى جانب الصين واليابان، وتستحوذ شركاتها الكبرى مثل "هيونداي للصناعات الثقيلة" و"دايو لبناء السفن والهندسة البحرية" على حصة كبيرة من السوق العالمي. في حين تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز قدراتها الصناعية في هذا القطاع عبر شراكات استراتيجية مع الحلفاء الآسيويين، ضمن جهودها لتقوية سلاسل الإمداد وتقليل الاعتماد على الصين.
