الأحد 14 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

احتياطي المركزي الصيني من الذهب يواصل الارتفاع للشهر الثالث عشر على التوالي

الأحد 14/ديسمبر/2025 - 08:44 ص
بنك الشعب الصيني
بنك الشعب الصيني

واصل بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) تعزيز احتياطياته من الذهب للشهر الثالث عشر على التوالي، في خطوة تعكس استمرار توجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم نحو تنويع مكونات احتياطياته الدولية وتقليص الاعتماد النسبي على العملات الأجنبية، في ظل بيئة عالمية تتسم بارتفاع مستويات عدم اليقين وتقلبات الأسواق.

وأظهرت بيانات رسمية صادرة عن البنك المركزي الصيني أن احتياطي الذهب ارتفع بنهاية نوفمبر 2025 إلى 74.12 مليون أونصة، مقارنةً بنحو 72.8 مليون أونصة في أغسطس 2024، ما يؤكد مسارًا تصاعديًا منتظمًا في حيازات المعدن الأصفر. ويعكس هذا الارتفاع التزامًا واضحًا باستراتيجية طويلة الأجل تهدف إلى تعزيز متانة الميزانية العمومية للبنك المركزي وتحسين جودة الأصول الاحتياطية.

وتشير متابعة البيانات الشهرية إلى زيادة تدريجية ومنتظمة في مشتريات الذهب، حيث بلغ صافي ما أضافه بنك الشعب الصيني منذ نهاية أكتوبر 2024 نحو 1.32 مليون أونصة. ويُفسَّر هذا النهج بأنه تحوط محسوب ضد المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار الصرف، وتذبذب عوائد الأصول المالية التقليدية، فضلًا عن تداعيات التوترات الجيوسياسية التي تلقي بظلالها على النظام المالي العالمي.

ويأتي هذا التوسع في احتياطيات الذهب في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحديات متراكبة، تشمل تشديد الأوضاع المالية في بعض الاقتصادات المتقدمة، واستمرار تقلبات أسعار الفائدة العالمية، وتباين مسارات النمو بين الاقتصادات الكبرى. وفي هذا السياق، يُنظر إلى الذهب بوصفه ملاذًا آمنًا وأداة فعّالة لحماية القيمة على المدى الطويل، وهو ما يدفع عددًا متزايدًا من البنوك المركزية إلى تعزيز حيازاتها منه.

ويرى محللون أن مواصلة الصين شراء الذهب قد يكون لها تأثير ملموس على اتجاهات الطلب العالمي خلال الفترة المقبلة، لا سيما في ظل ثقل الصين داخل الأسواق العالمية. كما أن هذه السياسة تعزز من مكانة الذهب ضمن مكونات الاحتياطي النقدي العالمي، وتدعم توجهًا أوسع نحو تنويع الأصول بعيدًا عن التركيز المفرط على عملة واحدة.

ومن منظور استراتيجي، تعكس تحركات المركزي الصيني رغبة في بناء احتياطي أكثر توازنًا وقدرة على امتصاص الصدمات، بما ينسجم مع أهداف الاستقرار المالي على المديين المتوسط والطويل. كما قد تسهم هذه الخطوة في تعزيز الثقة بالسياسات النقدية الصينية، خاصة في ظل سعي بكين إلى توسيع دورها في النظام المالي الدولي.

وبينما يواصل الذهب أداءه كأصل تحوطي رئيسي، تشير التقديرات إلى أن استمرار مشتريات البنوك المركزية، وعلى رأسها الصين، قد يدعم الأسعار عالميًا، ويُبقي المعدن النفيس في صدارة الأصول المفضلة لدى صانعي السياسات النقدية في مواجهة عالم سريع التغير.