لماذا الاستثمار في أدوات الدين المصرية مازال جاذبًا رغم خفض الفائدة؟

رغم قرار البنك المركزي المصري الأخير بخفض أسعار الفائدة على الإيداع والإقراض بنسبة 1%، إلا أن أدوات الدين الحكومية مازالت تحافظ على جاذبيتها للمستثمرين الأجانب، وهو ما تؤكده تدفقات الاستثمارات غير المباشرة إلى السوق المحلية خلال الأسابيع الماضية.
يأتي ذلك في الوقت الذي كشف فيه البنك المركزي المصري أن معدل التغير الشهري في الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين للحضر، الذي أعلنه اليوم الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، سجل 1.8% في سبتمبر 2025 مقابل 2.1% في سبتمبر 2024 و0.4% في أغسطس 2025.
وعلى أساس سنوي، سجل معدل التضخم العام للحضر 11.7% في سبتمبر 2025 مقابل 12.0% في أغسطس 2025، ما يشير إلى استمرار تباطؤ وتيرة التضخم للشهر الرابع على التوالي.
في هذا التقرير نستعرض لماذا الاستثمار في أدوات الدين المصرية مازال جاذبًا رغم خفض الفائدة؟:
عوائد حقيقية مرتفعة رغم الخفض
يقول محمد أبو باشا، كبير الاقتصاديين في بنك الاستثمار "إي إف جي هيرمس"، إن جاذبية أدوات الدين المصرية ترجع إلى عاملين رئيسيين، الأول هو ارتفاع أسعار الفائدة الحقيقية في مصر بشكل كبير مقارنة بالأسواق الأخرى.
وأوضح أن العائد الحقيقي على أدوات الدين مازال يدور بين 9.5% و10% وفقًا لمعدلات التضخم الحالية، وقد يرتفع إلى 11%-12% إذا أخذنا في الاعتبار توقعات التضخم خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، وهو ما يجعل السوق المصرية من أكثر الأسواق الجاذبة في المنطقة.
التيسير النقدي العالمي يدعم الأسواق الناشئة
وأضاف أبو باشا أن العامل الثاني هو أن الاقتصاد العالمي يمر حاليًا بدورة تيسير نقدي تشمل خفض أسعار الفائدة في عدد من الاقتصادات الكبرى، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي بدأ بالفعل في تخفيف سياسته النقدية، ومن المتوقع أن يستمر في ذلك خلال الاجتماعات المقبلة.
وأشار إلى أن هذا الاتجاه ينعكس على الأسواق الناشئة، حيث يجعلها وجهة أكثر جاذبية للاستثمار في أدوات الدين، خاصة تلك التي تقدم عوائد مرتفعة مع استقرار نسبي في الأوضاع الاقتصادية، مثل السوق المصرية.
ثقة المستثمرين تتزايد
وأكد أبو باشا أن هذه العوامل انعكست بوضوح على حركة السوق خلال الأسابيع الأخيرة، إذ شهدت مصر زيادة ملحوظة في استثمارات الأجانب في أذون وسندات الخزانة، بما يعكس الثقة في الاقتصاد المصري وقدرته على إدارة الدين العام بكفاءة.