سر هجمة الاستثمارات الأجنبية على أدوات الدين المصرية.. أرقام مفاجئة في 7 شهور

في ظرف 5 شهور بس، مصر جذبت استثمارات أجنبية ضخمة وصلت لحوالي 7 مليار دولار زيادة.. سبعة مليار دولار دخلوا جيوب الحكومة عن طريق حاجة اسمها "أذون الخزانة".. والسؤال اللي بيطرح نفسه.. ليه المستثمر الأجنبي، اللي عنده الدنيا كلها مفتوحة قدامه ساب كل حاجة وجاي يحط فلوسه في أذون الخزانة المصرية بالذات؟ وهل دي مجرد "فلوس سخنة" هتطير في أي لحظة، ولا فيه سر أكبر ورا الأرقام الضخمة دي؟والأهم من كل ده... إحنا كمصريين، إيه اللي يرجع علينا من اللعبة دي؟ وإيه تأثيرها على سعر الدولار وعلى جيبك أنت؟
القصة بتبدأ من أرقام البنك المركزي المصري اللي ما بتكدبش…في أول 5 شهور من السنة دي، استثمارات الأجانب في أذون الخزانة نطت من 31.76 مليار دولار في ديسمبر اللي فات، ووصلت لـ 38.68 مليار دولار في مايو. بنتكلم عن زيادة تقريبًا 7 مليار دولار!
ده خلى حصة الأجانب من إجمالي أذون الخزانة تتخطى الـ 41.7%... يعني تقريباً نص الأذون دي بقت في إيد مستثمرين أجانب.. و ده رقم قياسي بيبين قد إيه السوق المصري بقى جذاب في عيونهم.
طب إيه السبب ورا الإقبال ده؟
السبب الرئيسي بسيط وواضح.. مصر بتقدم عائد استثماري هو الأعلى تقريبًا في العالم على أدوات الدين بالعملة المحلية! المستثمر الأجنبي بيدور على أعلى ربح بأقل مخاطرة نسبية، ولما يلاقي عائدات الأذون بتنافس أي مكان تاني، بيجي جري.
هنا لازم نقف عند مصطلح مهم بيخوف ناس كتير: "الأموال الساخنة". كتير بيعتبروها قنبلة موقوتة، إن الفلوس دي ممكن تخرج فجأة وتسبب أزمة في سعر الصرف.

لكن رئيس الوزراء نفسه قال كلام مهم محتاجين نفهمه. قال إن الأموال الساخنة دي هي آلية بتلجأ ليها دول كتير عشان تدير السيولة المؤقتة، والأهم من كده، إنها ما بتمثلش أي خطر على الاحتياطي النقدي الأجنبي للبلد! ليه؟ لأنها أصلاً مش جزء منه. خروجها مش هيسبب أزمة في الاحتياطي، لكن طبعًا ممكن يعمل ضغط وقتي على سعر الدولار
طب إيه بقى أهمية دخول الفلوس دي؟
تأثيرها بيتجسد في 3 نقاط رئيسية.. اول حاجة دعم الجنيه المصري.. والأسبوع اللي فات بس، الدولار نزل قدام الجنيه بحوالي 0.16%، وسجل سعر 48.05 جنيه للشراء. جزء من الانخفاض ده بيرجع لدخول سيولة دولارية للسوق، وده بيقلل الضغط على العملة المحلية.
دخول المستثمرين الأجانب ده بيزود المعروض من الدولار في السوق المصرفي، ودي نقطة قوة للجنيه.
كمان تحسين مناخ الاستثمار..لان لما المستثمر الأجنبي يشوف إن زمايله بيحطوا مليارات في مصر، ده بيدي إشارة قوية إن فيه ثقة في الاقتصاد المصري وفي خطط الحكومة. ده بيفتح الباب لاستثمارات تانية طويلة الأجل مش مجرد أذون خزانة.
وخد بالك تعاملات العرب والأجانب في السوق الثانوي للدين الحكومي سجلت صافي شراء بحوالي 74 مليون دولار الأسبوع اللي فات. ده معناه إنهم مش بس بيشتروا في الإصدارات الجديدة، لأ، ده كمان بيتاجروا في الأذون القديمة. دي أكبر شهادة ثقة ممكن ياخدها أي اقتصاد.
المؤكد ان أذون الخزانة هي كارت مهم في إيد الحكومة لإدارة سيولتها وكمان لجذب سيولة دولارية سريعة، بتسند سعر الصرف وتطمن المستثمرين. الاقتصاد المصري بالرغم من التحديات، لسه فيه جاذبية ولسه قادر يحقق أرقام قياسية.