وزير كهرباء الكويت: التحول نحو طاقة المستقبل أصبح خيارًا حتميًا تفرضه ضرورة البقاء

أكد الدكتور صبيح المخيزيم، وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة في الكويت، ووزير المالية ووزير الدولة للشئون الاقتصادية والاستثمار بالوكالة، ورئيس مجلس أمناء المعهد العربي للتخطيط، أن التحول نحو طاقة المستقبل لم يعد خيارًا قابلًا للنقاش، بل أصبح ضرورة حتمية يفرضها البقاء والاستدامة في ظل المتغيرات العالمية المتسارعة.
وأوضح المخيزيم، خلال مشاركته في إحدى الفعاليات الاقتصادية بالكويت اليوم الاثنين، أن التغيرات المناخية، وارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، وتزايد الالتزامات البيئية، تفرض على الدول النفطية مثل الكويت أن تنظر بجدية إلى بدائل الطاقة النظيفة، وأن تعمل على تسريع خطط الانتقال إلى مصادر متجددة أكثر استدامة.
وأشار الوزير إلى أن الكويت، رغم اعتمادها التاريخي على النفط كمصدر رئيسي للدخل، تدرك أن العالم يتجه بخطوات سريعة نحو التحول الأخضر، وهو ما يتطلب استراتيجيات وطنية واضحة توازن بين استغلال الثروات الهيدروكربونية وبين الاستثمار في مشروعات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والهيدروجين الأخضر.
وفي هذا السياق، لفت المخيزيم إلى أن رؤية الكويت 2035 تضع قطاع الطاقة المتجددة كأحد محاورها الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على مشروعات كبرى في مجال الطاقة الشمسية، وتدرس فرص التعاون الإقليمي والدولي للاستفادة من أحدث التقنيات. وأضاف أن الكويت تمتلك مقومات كبيرة تجعلها قادرة على أن تكون مركزًا إقليميًا للطاقة النظيفة إذا ما استثمرت بالشكل الأمثل في هذا المجال.
وعلى الرغم من هذه الجهود، أقر الوزير بوجود تحديات كبيرة، أبرزها الحاجة إلى تطوير البنية التحتية، وتعزيز الكفاءات الوطنية القادرة على إدارة مشروعات الطاقة الجديدة، إضافة إلى توفير التمويل اللازم لمثل هذه المشروعات الضخمة. لكنه أكد أن الحكومة عازمة على مواجهة هذه التحديات عبر شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، واستقطاب استثمارات أجنبية، وتبني سياسات داعمة للبحث العلمي والابتكار.
وشدد المخيزيم على أن الاستدامة لم تعد ترفًا، بل أصبحت شرطًا رئيسيًا لاستمرار النمو الاقتصادي والاجتماعي، لافتًا إلى أن الاقتصادات التي تتأخر في التحول نحو الطاقة النظيفة ستجد نفسها خارج السباق العالمي خلال العقدين المقبلين. وأضاف: "علينا أن ندرك أن النفط سيظل موردًا مهمًا، لكن الاعتماد عليه وحده لم يعد ممكنًا في ظل التزاماتنا المناخية وتطلعات الأجيال القادمة".
كما أكد الوزير أن الكويت، من خلال موقعها الجغرافي وإمكاناتها الاقتصادية، يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة المتجددة، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي التي تسير في المسار ذاته. واعتبر أن التنسيق المشترك وتبادل الخبرات يعدان حجر الزاوية لبناء مستقبل أكثر أمانًا للطاقة في المنطقة.
وفي ختام كلمته، دعا المخيزيم إلى إرادة سياسية قوية، وتعاون حقيقي بين القطاعين العام والخاص، لتسريع وتيرة التحول الطاقوي، مشيرًا إلى أن الكويت قادرة على قيادة هذا التحول إذا ما التزمت بتنفيذ رؤيتها الطموحة.