وزارة التخطيط: 174 وثيقة تعاون تؤكد متانة العلاقات المصرية الأردنية
أصدرت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي تقريرًا موسعًا حول تطور العلاقات المصرية الأردنية، وذلك بمناسبة انعقاد الدورة الثالثة والثلاثين للجنة العليا المشتركة بين البلدين في العاصمة الأردنية عمان، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ونظيره الدكتور جعفر حسّان، رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية.
وأكد التقرير أن العلاقات بين مصر والأردن تمتاز بالتاريخ العريق والتوافق في الرؤى والأهداف، مشيرًا إلى الروابط الاقتصادية والسياسية التي تربط البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1946. وقد كان البلدان من المؤسسين للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وحركة عدم الانحياز، ويلعبان دورًا محوريًا في دعم الاستقرار الإقليمي ومواجهة التحديات المشتركة.
وأوضح التقرير أن اللجنة العليا المشتركة، التي تأسست منتصف الثمانينيات، تعد أقدم وأحد أكثر اللجان العربية انتظامًا وفاعلية، حيث تعقد اجتماعات دورية برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وتنسق أعمالها على المستوى الوزاري بين الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ووزير التجارة والصناعة الأردني.
وأشار التقرير إلى أن الدورة السابقة للجنة (مايو 2024) في القاهرة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، كما استمرت اللقاءات بين قيادتي البلدين، من أبرزها لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني في القمة العربية الإسلامية بالرياض، وزيارة العاهل الأردني للقاهرة في ديسمبر الماضي، وهو ما يعكس الحرص المتبادل على تعزيز التنسيق المشترك.
وسلّط التقرير الضوء على أبرز الإنجازات منذ الدورة السابقة، ومنها تحديث منظومة الربط الإلكتروني بين وزارتي العمل في البلدين، ما أتاح تنظيم استقدام العمالة والقضاء على السماسرة في قطاعات الإنشاءات والخدمات والصناعة. كما عُقدت اجتماعات فنية في مجالات الزراعة، النقل البري والبحري، الطيران المدني، الإسكان، الدواء، الموارد المائية، المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والتنظيم والإدارة.
وفي جانب التعاون الاقتصادي، كشف التقرير أن حجم التبادل التجاري بين مصر والأردن تجاوز مليار دولار عام 2024 مقارنة بـ734 مليون دولار عام 2020، بينما شهد قطاع السياحة قفزة لافتة، حيث ارتفع عدد السائحين الأردنيين الوافدين إلى مصر من 42,450 سائحًا في 2020 إلى 245,210 سائحين في 2024.
كما أشار التقرير إلى اتساع مجالات التعاون لتشمل الطاقة والبترول، الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، التعليم، الثقافة، السياحة، الصحة، الزراعة، النقل، والقوى العاملة، إلى جانب حماية البيئة والموارد المائية.
وتأتي اجتماعات الدورة الـ33 وسط أوضاع إقليمية ودولية معقدة، ما يعكس رغبة البلدين في توسيع التعاون بما يخدم التنمية والمصالح المشتركة. ومنذ تأسيس اللجنة عام 1985، تم توقيع أكثر من 174 وثيقة تعاون تغطي مجالات التنمية والبنية التحتية والطاقة المتجددة والصحة والسياحة وغيرها، في تأكيد على متانة العلاقات الثنائية وعمق الشراكة الاستراتيجية.
