النحاس يقترب من قمم قياسية مع رهانات على خفض الفائدة الأمريكية
سجلت أسعار النحاس ارتفاعًا طفيفًا في تداولات بورصة شنغهاي للسلع يوم الخميس، مع استمرار ضعف الدولار الأمريكي واستعادة الطلب الصيني زخمه قبيل موسم العطلات، في تطور يعزز توقعات المستثمرين باستمرار الأداء القوي للمعادن الصناعية خلال الفترة المقبلة.
وبلغ سعر عقد النحاس الأكثر نشاطًا نحو 95,640 يوانًا للطن، ما يعادل 13,651.55 دولار، مرتفعًا بنسبة 0.40% حتى الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش. ويأتي هذا الأداء بعد يوم واحد فقط من بلوغ المعدن الأحمر أعلى مستوى تاريخي له في شنغهاي عند 96,750 يوانًا للطن، بينما اقترب المؤشر القياسي في بورصة لندن من حاجز 12,300 دولار قبل أن تتوقف التداولات بمناسبة عطلة عيد الميلاد.
ويرى محللون أن مسار الصعود الحالي يجد دعمه في عاملين رئيسيين: الأول هو تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيمضي قدمًا في خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، وهو ما يضغط على الدولار ويجعل السلع المقوّمة به أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. أما العامل الثاني فيرتبط بعودة الطلب الصيني تدريجيًا إلى مستويات أعلى، وهو ما يُترجم بوضوح في زيادة الأقساط المدفوعة للحصول على الشحنات الفورية.
وفي هذا السياق، ارتفع قسط النحاس في ميناء يانغشان — الذي يُعد مؤشرًا مهمًا على شهية الصين للواردات البحرية من المعدن — إلى نحو 55 دولارًا للطن، وهو أعلى مستوى منذ أواخر سبتمبر، بعد فترة ظل فيها دون 40 دولارًا منذ منتصف أكتوبر. ويشير هذا التحسن إلى أن المصانع والمصافي الصينية تكثّف مشترياتها لتأمين احتياجاتها قبل العطلات، وسط توقعات باستقرار الطلب في بداية العام الجديد.
إلى جانب النحاس، أظهرت المعادن الأساسية الأخرى تباينًا واضحًا في الأداء. فقد ظل الألومنيوم شبه مستقر، بينما صعد الرصاص بنحو 1.02%. في المقابل، تراجع الزنك بنسبة 0.75%، وتوقفت موجة الصعود المستمرة منذ ستة أيام للنيكل مع هبوطه 1.79%، كما خسر القصدير نحو 1.48%، في إشارة إلى اختلاف ديناميكيات كل معدن تبعًا لعوامل العرض والطلب الخاصة به.
ويرى مراقبون أن استمرار ضعف الدولار، مقترنًا بمخاوف محتملة بشأن المعروض في بعض الأسواق، قد يوفر أرضية داعمة لأسعار النحاس إذا استمرت الصين في تعزيز نشاطها الصناعي. ومع ذلك، تبقى التوقعات مرهونة بمدى سرعة تنفيذ سياسات التيسير النقدي الأمريكية، وتحسّن المؤشرات الاقتصادية عالميًا، فضلاً عن تطورات سلاسل الإمداد.
وبينما تدخل الأسواق فترة هدوء موسمية مع العطلات، يواصل المستثمرون مراقبة أي إشارات جديدة من البنوك المركزية الكبرى حول اتجاهات السياسة النقدية. ويعتقد خبراء أن أي إشارات إضافية على تراجع الدولار قد تدفع أسعار النحاس إلى اختبار مستويات أعلى، خاصة إذا تزامن ذلك مع موجة طلب جديدة من أكبر مستهلك للمعادن في العالم — الصين.
