الأسواق الآسيوية تتعافى من تراجع الأسبوع الماضي بقيادة التكنولوجيا والمعادن النفيسة
عززت رهانات على موجة صعود قوية بنهاية العام مكاسب الأسهم الآسيوية وأسعار السلع، مدفوعة بتعافي وول ستريت وتزايد التفاؤل حول تيسير محتمل للسياسة النقدية الأميركية في 2026، رغم استمرار الضبابية الاقتصادية على المستويات العالمية.
قفز مؤشر MSCI لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1%، بقيادة قطاع التكنولوجيا، بينما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في التداولات الآسيوية. وسجلت المعادن النفيسة مستويات قياسية، إذ تجاوز الذهب 4381 دولارًا للأونصة، بينما سجلت الفضة ذروة تاريخية مدعومة بتوقعات خفض الفائدة الأميركية. كما صعد النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية، خاصة بعد تشديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب حصاره على فنزويلا.
وفي اليابان، ارتفعت عوائد السندات إلى أعلى مستوياتها منذ عقود بعد رفع البنك المركزي سعر الفائدة القياسي لأعلى مستوى خلال 30 عامًا. كما تعزز الين الياباني أمام الدولار بعد تحذيرات مسؤول العملة الكبير، فيما ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 2.095%، وهو مستوى لم يُسجل منذ فبراير 1999.
وأشار كيسوكي تسورتا، كبير استراتيجيي الدخل الثابت في "ميتسوبيشي يو إف جيه مورغان ستانلي للأوراق المالية"، إلى أن انخفاض قيمة الين حوّل السوق إلى عامل دعم لصعود العوائد، مع توقع استمرار ارتفاعها بسبب المخاطر المالية المتراكمة.
في الولايات المتحدة، ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.9% يوم الجمعة، محققا مكاسب للجلسة الثانية على التوالي، بعد تعافي السوق من تراجع أثاره شك المستثمرين بشأن حماسة الذكاء الاصطناعي وحدود التيسير المحتمل من جانب الاحتياطي الفيدرالي. وقال توني سيكامور، المحلل لدى "آي جي" في سيدني: "من المرجح أن تستمر الأسواق بالارتفاع، رغم أن تقييمات الذكاء الاصطناعي تمثل التحدي الأكبر من الآن فصاعدًا."
ارتفعت أسعار المعادن النفيسة بدعم جاذبيتها كملاذ آمن، بينما صعد خام برنت باتجاه 61 دولارًا للبرميل، في ظل تصاعد المواجهات البحرية الأميركية قرب فنزويلا. كما سجل البلاتين مكاسب للجلسة الثامنة على التوالي.
في الصين، أبقت البنوك التجارية أسعار الفائدة الأساسية للقروض دون تغيير، مع تنامي التوقعات بأن يتجه بنك الشعب الصيني إلى تيسير السياسة النقدية خلال العام المقبل. وارتفعت الأسهم الصينية وسط موجة صعود أوسع في آسيا، مع قفز مؤشر فرعي لأسهم التكنولوجيا الإقليمية بنسبة 2.1% بعد ارتفاع مؤشر بورصة فيلادلفيا لأسهم أشباه الموصلات 3% يوم الجمعة.
وعلى صعيد البيانات الاقتصادية، يترقب المستثمرون صدور قراءات النمو في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هذا الأسبوع، إضافة إلى محضر اجتماع البنك الاحتياطي الأسترالي، وبيانات التضخم في طوكيو إلى جانب بيانات الوظائف الوطنية، التي قد تقدم مؤشرات حول مستقبل أسعار الفائدة والسياسة النقدية في اليابان.
