تحرك مفاجئ في سعر الدولار.. يا ترى إيه اللي بيحصل في كواليس سوق الصرف؟
هو الدولار ليه رجع يطلع تاني بعد ما شفناه بينزل كذا يوم ورا بعض؟ وهل الزيادة دي معناها إن في مشكلة ولا ده طبيعي في ظل سياسة سعر صرف مرنة؟ وهل السوق قلقان ولا اللي بيحصل ده متوقع ومحسوب؟
اللي متابع حركة الدولار قدام الجنيه خلال الأيام اللي فاتت يلاحظ إن العملة الأمريكية كانت بتتراجع خطوة خطوة وده خلق حالة ارتياح عند ناس كتير خصوصا مع تحسن المعروض الدولاري وزيادة التدفقات لكن فجأة ومع نهاية الأسبوع رجع الدولار يطلع تاني حتى لو بشكل طفيف وده خلّى أسئلة كتير تطلع على السطح.
النهارده بنشوف الدولار بيتحرك في نطاق ضيق جدا أعلى سعر كان في مصرف أبوظبي الإسلامي وأقل سعر في بنوك تانية كبيرة ومعظم البنوك الحكومية والخاصة السعر فيها شبه ثابت وده في حد ذاته رسالة مهمة إن مفيش قفزات ولا تحركات عنيفة وإن اللي بيحصل أقرب للتذبذب الطبيعي.
طيب ليه الدولار طلع من الأساس رغم كل الكلام عن تحسن السيولة الدولارية؟
الإجابة ببساطة إننا بقينا شغالين بسياسة سعر صرف مرنة حقيقية يعني السعر بيتحدد بالعرض والطلب يوم بيزيد الطلب شوية السعر يتحرك ويوم يقل الطلب السعر يهدى وده مش معناه أزمة ولا ضغط مفاجئ.
الطلب على الدولار بيزيد في أوقات معينة مع استيراد أو تسويات أو خروج استثمارات قصيرة الأجل وبيقل في أوقات تانية مع دخول تحويلات أو حصيلة صادرات أو استثمارات مباشرة فطبيعي جدا نشوف طلوع ونزول طالما الحركة في حدود منطقية.
اللي يطمن أكتر إن الجنيه نفسه كان محقق مكاسب واضحة الفترة اللي فاتت وتخطى مستويات ما بعد تعويم مارس وده ما كانش يحصل غير مع تحسن حقيقي في المعروض الدولاري مش مجرد مسكنات.
كمان لازم نبص على الصورة الأكبر احتياطي النقد الأجنبي وصل لمستوى قياسي وتخطى الخمسين مليار دولار وده رقم عمره ما كان صدفة ده ناتج عن إدارة مختلفة للموارد وتحسن في مصادر العملة الصعبة سواء من استثمار أو سياحة أو تحويلات أو حتى إدارة الذهب.
صحيح في تراجع بسيط في بعض مكونات الاحتياطي زي العملات الأجنبية وحقوق السحب لكن الزيادة الكبيرة في رصيد الذهب عوضت ده وده بيأكد إن البنك المركزي بيدير الاحتياطي بمنطق توازن مش رقم ثابت.
نيجي بقى لسعر الفايدة البنك المركزي قرر يثبت الفايدة وده قرار مهم لأنه بيدعم استقرار السوق وبيبعث رسالة إن السياسة النقدية شايفة إن الوضع الحالي للتضخم تحت السيطرة.
التضخم نفسه سجل تراجع طفيف سواء على أساس سنوي أو شهري وده مؤشر إيجابي جدا لأن أي ضغط تضخمي كبير كان هيبقى ليه تأثير مباشر على سعر الصرف.
لما تحط كل العوامل دي جنب بعض تفهم إن ارتفاع الدولار الطفيف اللي حصل مش مقلق ولا مفاجئ ده انعكاس طبيعي لسوق بيتحرك بحرية تحت رقابة ووعي.
فاللي بيشوفه السوق دلوقتي هو اختبار حقيقي لسعر صرف مرن مش سعر ثابت ولا سعر مكبوت والدولار ممكن يطلع شوية وينزل شوية لكن طول ما الحركة محسوبة وفي نطاق ضيق ومعاها احتياطي قوي وتضخم بيتراجع يبقى مفيش داعي للقلق بالعكس دي علامة إن السوق بدأ يتنفس بشكل صحي.
