فنزويلا تؤكد استمرار صادراتها النفطية رغم الحصار الأمريكي وتندد بتهديد السيادة
أعلنت حكومة فنزويلا، اليوم الخميس، أنها ستواصل صادراتها النفطية رغم الحصار البحري الذي فرضته الولايات المتحدة على ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات، مؤكدة أن هذا الإجراء لن يؤثر على تدفق الخام، المورد الرئيسي للإيرادات في البلاد.
وأكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في تصريحات رسمية، أن الحصار الأمريكي يمثل "تهديداً مباشراً للسيادة الوطنية والقانون الدولي والسلام"، مشدداً على تصميم بلاده على حماية قطاع الطاقة واستمرار عمليات التصدير إلى الأسواق الدولية دون توقف. وأضاف مادورو أنه يتم التعامل مع التحديات الحالية بخطط احترازية لضمان عدم تأثر قدرة فنزويلا على الوفاء بالتزاماتها النفطية.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن أعلنت واشنطن مؤخراً فرض حصار شامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات الفنزويلية أثناء دخولها وخروجها من الموانئ المحلية، في إطار حملة الضغط الأمريكي على نظام مادورو بهدف تقليص إيرادات النفط التي يعتمد عليها الاقتصاد الفنزويلي بشكل كبير.
ورغم الضغوط الأمريكية، تشير تقارير إلى أن صادرات النفط الفنزويلية لم تتوقف، حيث اعتمدت الحكومة على أسطول ناقلات مرن يُعرف باسم "أسطول الظل"، يتيح نقل الخام من دون رصد مباشر عبر التلاعب بالإشارات البحرية والملاحة البحرية السرية. وتظهر بيانات الأقمار الصناعية أن بعض الناقلات الكبيرة المحملة بالنفط لا تزال تبحر في المياه الدولية، في مؤشر على قدرة فنزويلا على الالتفاف جزئياً على العقوبات.
كما أوضح مادورو أنه أجرى اتصالاً مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لإطلاعه على موقف فنزويلا الرسمي بشأن الحصار، مؤكداً أن بلاده لن تتنازل عن سيادتها أو عن حقوقها في إدارة مواردها الطبيعية. وفي السياق نفسه، أعرب وزير الخارجية الصيني وانغ يي عن دعم بكين لفنزويلا، منتقداً ما وصفه بـ"الإكراه الأحادي"، مؤكداً على موقف الصين الداعي لاحترام القانون الدولي وحقوق الدول في إدارة مواردها.
ويؤكد محللون أن استمرار فنزويلا في تصدير النفط رغم الحصار يعكس قدرة النظام على التعامل مع الأزمات وتحقيق الاستفادة من أساليب نقل بديلة، لكنه قد يؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن وتقلب الأسعار في الأسواق الدولية. وقد سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعاً خلال الأيام الماضية في آسيا وأوروبا، متأثرة بالمخاوف من تعطّل الإمدادات الفنزويلية نتيجة الحصار الأمريكي، مع صعود خام برنت فوق 61 دولاراً للبرميل وخام غرب تكساس الوسيط إلى مستويات تفوق 56 دولاراً.
ومع استمرار التوترات الجيوسياسية بين واشنطن وكراكاس، يبقى مراقبو أسواق النفط في ترقب دائم لأي تطورات قد تؤثر على المعروض العالمي، خصوصاً في ظل التأثيرات المحتملة على أسواق آسيا وأوروبا، حيث يعتمد المشترون على الخام الفنزويلي الثقيل لتلبية احتياجات مصافيهم.
