الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

أسواق النفط تترقب فنزويلا وروسيا مع عودة المخاطر الجيوسياسية

الخميس 18/ديسمبر/2025 - 09:53 ص
النفط
النفط

واصلت أسعار النفط العالمية الارتفاع لليوم الثاني على التوالي، مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية الممتدة من فنزويلا إلى روسيا، والتي طغت على المخاوف المتعلقة بزيادة المعروض العالمي وضعف الطلب، في وقت لا تزال فيه الأسواق تعيد تقييم موازين العرض والطلب خلال الفترة المقبلة.

وارتفع خام “برنت” القياسي العالمي في بداية التعاملات إلى نحو 61 دولاراً للبرميل، قبل أن يقلص جزءاً من مكاسبه خلال جلسة التداول، في ظل ترقب المستثمرين لتطورات المشهد السياسي. وفي الوقت نفسه، تجاوز سعر خام “غرب تكساس” الوسيط مستوى 56 دولاراً للبرميل، مدعوماً بحالة الحذر التي تسود الأسواق.

وجاء هذا الارتفاع عقب إعلان الولايات المتحدة، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات القادمة من فنزويلا، في خطوة تعكس تشديداً جديداً للضغوط الأمريكية على قطاع الطاقة الفنزويلي. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد اتهم كراكاس بالاستيلاء على “حقوق الطاقة” الأمريكية، في تصعيد سياسي عزز المخاوف من اضطراب الإمدادات.

ورغم الدعم الذي وفرته التوترات الجيوسياسية للأسعار، لا يزال النفط يتجه لتسجيل خسارة سنوية، في ظل مخاوف متزايدة من أن يفوق المعروض العالمي الطلب، خاصة مع تباطؤ النمو الاقتصادي في عدد من الاقتصادات الكبرى. وكان خام “غرب تكساس” قد لامس في وقت سابق من هذا الأسبوع أدنى مستوى له منذ عام 2021، قبل أن تعيد التطورات السياسية بعض الزخم للأسعار.

وقال موكيش ساهديف، الرئيس التنفيذي لشركة “إكس أناليست” (XAnalysts Pty)، إن الظروف الحالية لا تشجع على المراهنة على تراجع الأسعار، مشيراً إلى أن المخاطر الجيوسياسية قد تستمر في دعم السوق على المدى القصير، رغم المؤشرات السلبية المتعلقة بالمعروض.

وفي سياق متصل، تستعد الولايات المتحدة لفرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي، في حال رفض الرئيس فلاديمير بوتين التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا. وتشمل الخيارات المطروحة زيادة الضغط على ما يُعرف بـ“أسطول الظل” من ناقلات النفط، إلى جانب المتعاملين الذين يسهلون عمليات تصدير الخام الروسي، وهو ما قد يضيف مزيداً من التوتر إلى أسواق الطاقة العالمية.

أما في فنزويلا، فتشير تقارير إلى أن مرافق تخزين النفط والناقلات الراسية في الموانئ تمتلئ بوتيرة سريعة. وإذا بلغت السعة التخزينية حدها الأقصى، فقد تضطر شركة “بتروليوس دي فنزويلا” المملوكة للدولة، التي يقترب إنتاجها من مليون برميل يومياً، إلى إغلاق بعض آبار النفط، ما قد يؤدي إلى تراجع الإمدادات في الأسواق.

وفي رد فعل سياسي، أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، في تصريحات عبر التلفزيون الرسمي، رفضه للضغوط الأمريكية، معتبراً أن واشنطن تسعى إلى تغيير النظام وفرض حكومة موالية لها. كما أعلنت الصين دعمها لفنزويلا، حيث انتقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي ما وصفه بـ“الإكراه الأحادي”، مؤكداً معارضة بلاده لمثل هذه السياسات.

وتعكس هذه التطورات حالة من عدم اليقين في أسواق النفط، حيث يتوازن الدعم الجيوسياسي المؤقت مع مخاوف هيكلية تتعلق بوفرة المعروض، ما يجعل تحركات الأسعار خلال الفترة المقبلة مرهونة بتطورات السياسة الدولية بقدر ارتباطها بالعوامل الاقتصادية.