أسعار النفط ترتفع 1% بعد إعلان ترامب حصار ناقلات فنزويلا
ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1% خلال تعاملات اليوم الأربعاء، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حصار كامل وشامل على جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات أثناء دخولها إلى فنزويلا وخروجها منها، في خطوة اعتبرها المراقبون تصعيداً جديداً للتوترات الجيوسياسية في أميركا اللاتينية.
وجاء صعود خام برنت فوق 59 دولاراً للبرميل بعد أربعة أيام من الخسائر المتتالية، في حين جرى تداول خام غرب تكساس الوسيط قرب 56 دولاراً، مع تقلب الأسواق على وقع المخاوف من اضطراب محتمل في إمدادات النفط الفنزويلية، العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك".
ويأتي القرار الأميركي بعد مصادرة ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا الأسبوع الماضي، في خطوة اعتبرها محللون تصعيداً مباشراً ضد نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. كما أعلن ترامب عن تصنيف نظام مادورو كـ"منظمة إرهابية أجنبية"، ما يزيد من الضغوط السياسية والاقتصادية على كراكاس ويهدد نحو 30% من صادرات النفط الفنزويلية إذا تم تشديد العقوبات مستقبلاً.
وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في مجموعة "آي إن جي" في سنغافورة: "على الرغم من تصاعد التوترات، إلا أن السوق لا تبدو قلقة بشكل كبير، نظراً لتوفر فائض في المعروض العالمي حتى عام 2026". وأضاف أن أي اضطراب طويل الأمد في شحنات النفط الفنزويلية قد يدفع المشترين، خصوصاً في الصين، للبحث عن بدائل أعلى كلفة.
وتعد فنزويلا من أكبر الدول مالكة للاحتياطيات النفطية في العالم، حيث بلغ الإنتاج نحو 590 ألف برميل يومياً الشهر الماضي، في حين يتجاوز الاستهلاك العالمي 100 مليون برميل يومياً. وتذهب غالبية صادرات النفط الفنزويلية إلى الصين، وهو ما يضعها في قلب استراتيجيات الطاقة العالمية في آسيا.
ورغم ارتفاع الأسعار الحالي، يظل النفط متجهاً لتسجيل خسارة سنوية بفعل توقعات بحدوث فائض في المعروض نتيجة زيادة إنتاج تحالف "أوبك+" ومنتجين آخرين، إلى جانب ضعف الطلب، ووجود احتمالات انفراج محتمل في أزمة أوكرانيا قد يخفف القيود على صادرات النفط الروسي.
وتعد خطوة ترامب أحدث تصعيد في سلسلة من الإجراءات الأميركية ضد فنزويلا، التي شهدت مؤخراً عمليات عسكرية ضد شحنات النفط الخاضعة للعقوبات. كما أن هذه التحركات تأتي في إطار استراتيجية الولايات المتحدة للضغط على مادورو لإجباره على التنازل عن السلطة، وسط تحذيرات من أن استمرار التصعيد قد يزيد من تقلبات أسواق الطاقة العالمية.
يترقب المستثمرون استمرار التطورات في فنزويلا، إلى جانب متابعة تحركات "أوبك+" وأسواق النفط العالمية لتقييم مدى تأثير هذه الإجراءات على أسعار الخام في المدى القريب والمتوسط. ويشير الخبراء إلى أن استمرار الدعم الأميركي للمعارضة الفنزويلية وفرض القيود على صادرات النفط قد يكون له أثر ملموس على أسعار الطاقة في الأسواق الدولية.
