النفط يرتفع في آسيا مع حصار ناقلات فنزويلا وتصاعد المخاوف حول العقوبات على روسيا
واصلت أسعار النفط مكاسبها في التعاملات الآسيوية، اليوم الخميس، في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات أثناء دخولها وخروجها من فنزويلا. وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة الضغط على النظام الفنزويلي بهدف تقليص إيرادات النفط، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن تأثر الإمدادات العالمية.
وارتفع خام برنت القياسي في بداية التداولات إلى نحو 61 دولاراً للبرميل، بينما تجاوز خام غرب تكساس الوسيط مستوى 56 دولاراً، قبل أن يقلص بعض مكاسبه مع مرور اليوم، وسط ترقب الأسواق لتطورات إضافية. ويعكس ارتفاع الأسعار تأثير المخاطر الجيوسياسية الممتدة من فنزويلا إلى روسيا على توقعات المعروض العالمي، حيث يدرس المسؤولون الأميركيون فرض جولة جديدة من العقوبات على قطاع الطاقة الروسي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع أوكرانيا.
ويأتي قرار ترامب فيما تمتلئ مرافق تخزين النفط والناقلات الراسية في الموانئ الفنزويلية بسرعة، ما يزيد من احتمال أن تضطر شركة "بتروليوس دي فنزويلا" المملوكة للدولة إلى إغلاق بعض الآبار إذا بلغت الطاقة الاستيعابية الحد الأقصى. ويبلغ إنتاج الشركة نحو مليون برميل يومياً، وهو ما يجعل أي تعطّل في صادراتها مؤثراً على المعروض العالمي بشكل محدود لكنه ملموس.
وفي تصريحات رسمية، وصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الحصار الأميركي بأنه "تهديد مباشر للسيادة والقانون الدولي والسلام"، مؤكداً أن بلاده ستواصل تصدير النفط دون توقف، معتمدة على أسطول من ناقلات "الظل" القادرة على التحرك من دون رصد مباشر، وتجنب مخاطر المصادرة. كما تواصل فنزويلا استخدام استراتيجيات النقل السرية والتلاعب بإشارات الملاحة البحرية لضمان استمرار صادراتها.
وتعكس المخاوف الجيوسياسية الأخيرة في آسيا وأوروبا زيادة الطلب على النفط كملاذ آمن، مع قلق المستثمرين من أن أي تشديد للعقوبات الأميركية على روسيا قد يقلص الإمدادات العالمية بشكل أكبر ويزيد الضغط على الأسعار. ويستمر هذا القلق في ظل مؤشرات السوق الضعيفة التي تشير إلى احتمال زيادة تكاليف الشحن وتأثر بعض مصافي النفط الأوروبية والآسيوية بمحدودية توفر الخام الفنزويلي الثقيل.
ويترقب المشاركون في السوق أي مؤشرات إضافية من واشنطن حول نية الإدارة الأميركية لفرض عقوبات موسعة على روسيا، وما إذا كانت ستكون هناك خطوات إضافية لتقييد نقل النفط الفنزويلي إلى الأسواق العالمية. وفي الوقت نفسه، تبقى الأسواق النفطية في حالة تأهب لأي تطورات قد تؤثر على المعروض، وسط تقلبات الأسعار وتفاوت مستويات المخزون العالمية.
