الأحد 14 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

ثروة اقتصادية لصناعة استراتيجية.. مصر تنعش خزينتها بـ275 مليون دولار من البلاستيك المعاد تدويره

الأحد 14/ديسمبر/2025 - 06:30 ص
الاقتصاد الدائري
الاقتصاد الدائري

مصر أنعشت خزينتها بـ275 مليون دولار من البلاستيك المعاد تدوير، بس إزاي حاجة كنا بنعتبرها زبالة بقت مصدر دخل بمئات الملايين من الدولارات؟، هل الاقتصاد الدائري هو الحل الحقيقي لأزمة البيئة وزيادة العملة الصعبة في نفس الوقت؟، وليه البلاستيك المعاد تدويره بقى صناعة استراتيجية في العالم كله؟، وإيه اللي خلى صادرات مصر من البلاستيك المعاد تدويره تقفز من 165 لـ275 مليون دولار في 3 سنين؟، وهل مصر قادرة تنافس دول زي ألمانيا وهولندا في الصناعة دي؟..

في الفترة اللي فاتت، بقى واضح أن مصر مش بس بتدور على مصادر دخل تقليدية، لكن كمان بدأت تبص لحاجات كانت زمان بتترمي في الزبالة، حرفيًا وواحدة من أهم الحاجات دي هي البلاستيك المعاد تدويره، اللي فجأة اتحول من عبء بيئي لثروة اقتصادية حقيقية بتدخل لمصر ملايين الدولارات.

الأرقام بتقول إن صادرات مصر من البلاستيك المعاد تدويره حققت قفزة كبيرة، ووصلت لـ 275 مليون دولار سنة 2022، بعد ما كانت حوالي 165 مليون دولار بس سنة 2019، يعني بنتكلم عن نمو حوالي 66% في وقت قصير، وده رقم مش قليل خالص.

محمد مجيد، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، قال إن اللي بيحصل ده مش صدفة، ده نتيجة تحول مهم في التفكير اسمه الاقتصاد الدائري.. الفكرة ببساطة إننا ما بقيناش ننتج ونستهلك ونرمي، لأن النموذج ده بيهدر فلوس وموارد، وكمان بيزود المشاكل البيئية.

الاقتصاد الدائري بيعتمد على أن الحاجة اللي بنرميها نرجع نستخدمها تاني، ونحولها لخامة لها قيمة، وده بالظبط اللي بيحصل في البلاستيك.. شركات مصرية كتير دلوقتي بقت مورد أساسي لأسواق أوروبا، ودخلت سلاسل توريد عالمية، وبتصدر منتجات معمولة من بلاستيك معاد تدويره بجودة عالية.

اللي اتحقق لحد دلوقتي مجرد بداية، لأن الفرص لسه أكبر بكتير، خصوصًا لو الدولة دعمت الاستثمار في تكنولوجيا إعادة التدوير، وشجعت المصانع إنها تنتج منتجات بقيمة مضافة أعلى بدل ما نفضل نصدر خام أو منتجات بسيطة.

ولو بصينا برا، هنلاقي تجارب ناجحة جدًا.. هولندا مثلًا وصلت صادراتها من البلاستيك المعاد تدويره لحوالي مليار يورو، وألمانيا قربت من 2 مليار يورو، وشركات عالمية زي BASF وDSM بقت تستخدم تكنولوجيا إعادة التدوير الكيميائي، اللي بترجع البلاستيك لمكوناته الأساسية من جديد.

حتى اليابان دخلت بقوة في المجال ده، وبقت تستخدم البلاستيك المعاد تدويره في صناعات عالية جدًا زي ألياف الكربون.. وعلى المستوى العربي، الإمارات رفعت صادراتها من البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 22% خلال سنين قليلة.

طيب مصر فين من كل ده؟ الإجابة: عندها فرصة ذهبية.. مصر عندها قاعدة صناعية كبيرة، وعمالة وخبرات وكميات ضخمة من المخلفات البلاستيكية اللي ممكن تتحول لخامات استراتيجية.. اللي بنعتبره نفايات النهارده هو في الحقيقة ثروة اقتصادية ولو قدرنا نعيد تدوير 30% بس من المخلفات البلاستيكية في مصر، خريطة الصناعة ممكن تتغير، والصادرات تزيد بشكل ملحوظ، وفرص شغل جديدة تتفتح.

وطبعًا التحول ده مش بيحصل لوحده، لازم تشريعات واضحة، ومواصفات بتلزم المصانع تصمم منتجات قابلة لإعادة التدوير، وكمان يقلل استهلاك الطاقة والمياه، وده كله داخل في إطار التحول الأخضر اللي بقى اتجاه عالمي، والدولة حاطاه هدف استراتيجي في كل القطاعات.

يعني من الآخر، البلاستيك المعاد تدويره مش مجرد صناعة بيئية، ده منجم دولارات جديد، ومصر لو لعبت الورقة دي صح، ممكن تبقى لاعب مهم جدًا في السوق العالمي.