تطور مفاجئ في سعر الدولار.. إيه علاقة اللي بيحصل بزيارة بعثة صندوق النقد
هو ليه الدولار رجع يطلع تاني قدام الجنيه؟ وهل ده ارتفاع طبيعي بيحصل كل فترة ولا في حاجة بتحصل وبتسحب السوق لفوق؟ وهل زيارة بعثة صندوق النقد الدولي لمصر ليها علاقة مباشرة بالحركة دي؟ وهل السوق بيستعد لقرارات كبيرة ممكن تغيّر شكل المشهد الاقتصادي ؟ أسئلة كتير قالبة السوشيال ميديا وسوق البزنس الأيام دي وكل الناس مستنية تفهم إيه اللي بيحصل وإلى أين يتجه سعر الصرف في الفترة الجاية.
اللي حصل إن الدولار رجع يكمل رحلة الصعود مقابل الجنيه في التعاملات الأخيرة بشكل واضح وملموس والنهارده كانت أعلى أسعار للصرف في بنك كريدي أجريكول عند حوالي سبعة وأربعين جنيه تسعة وتمانين قرش للشراء وسبعة وأربعين جنيه تسعة وتسعين قرش للبيع.
وفي نفس الوقت سجّل أقل سعر في بنك التعمير والإسكان عند سبعة وأربعين جنيه تمانية وخمسين قرش للشراء وسبعة وأربعين جنيه تمانية وستين قرش للبيع. أرقام توضح إن السوق بيتحرك في نطاق ضيق، لكن الاتجاه واضح ناحية أعلى، وده قبل أيام قليلة من وصول بعثة صندوق النقد للقاهرة.
أما البنك المركزي المصري فاستقر عند سبعة وأربعين جنيه تسعة وستين قرش للشراء وسبعة وأربعين تلاتة وتمانين قرش للبيع. لكن الملفت إن في أكتر من سبعة بنوك كبيرة زي بنك مصر والإسكندرية والقاهرة كان السعر حوالي سبعة وأربعين جنيه أربعة وسبعين قرش للشراء وسبعة وأربعين جنيه واحد وتمانين قرش للبيع. أما الأهلي المصري والبنك التجاري الدولي فكانوا في أعلى نقطة تقريبًا عند سبعة وأربعين تلاتة وتمانين للشراء وسبعة وأربعين تلاتة وتسعين للبيع وده بيعكس حالة حذر وترقب في السوق.

وهنا نرجع للسؤال المهم اللي بيشغل الناس.. هل ارتفاع الدولار طبيعي ولا مقلق؟
الحقيقة إن الصعود الأخير مش خارج التوقعات السوق حالياً في مرحلة انتظار وترقّب، ومع كل زيارة لصندوق النقد بيزيد الحساسية تجاه أي حركة..
المستثمرين المحليين والأجانب بيحبوا يشوفوا صورة واضحة قبل اتخاذ قرارات كبيرة، سواء ضخ استثمارات أو إدارة مراكز دولارية.. وده يخلي الدولار يتحرك بشكل محدود لكنه صعودي لحد ما الصورة تتضح.
أما العلاقة بزيارة بعثة صندوق النقد فهي علاقة مباشرة وواضحة.. فرئيس الوزراء مصطفى مدبولي أعلن إن البعثة هتوصل القاهرة من أول ديسمبر لحد 12 ديسمبر، ودي زيارة مهمة لأنها بتعمل المراجعتين الخامسة والسادسة من برنامج الـ 8 مليارات دولار بالإضافة لأول مراجعة لبرنامج تسهيل المرونة والاستدامة يعني ببساطة إحنا قدّام مجموعة قرارات وتقييمات كبيرة ممكن تأثر على شكل السياسات النقدية، وعلى نظرة المستثمرين للسوق المصري في الفترة الجاية. وكالعادة قبل أي زيارة من النوع ده السوق بيشد نفسه سنة لفوق كنوع من التحوط والاستعداد.
مدبولي قال نصًا إنه متفائل بالزيارة وإن النتائج هتكون إيجابية بناءً على اللي اتعمل الفترة اللي فاتت. الكلام ده مهم لأنه بيشير إن الحكومة شايفة إن المؤشرات ماشية في الاتجاه اللي يرضي الصندوق، وده يطمن السوق إلى حد كبير. لكن برضه ده يخلّي المتابعين يتوقعوا إن يحصل شد وجذب في الأسعار لحد ما الزيارة تنتهي وصورة التقييم تتضح.
في نفس الوقت البنك المركزي حافظ على أسعار الفائدة بدون تغيير.. قرار التثبيت في الظروف دي معناه إن المركزي شايف إن اللي اتاخد من قرارات خلال السنة كفاية، وإنه بيدير الفترة الحالية بحذر شديد وبيركز على استقرار الأسواق وليس مفاجأتها. وده قرار طبيعي في وقت حساس زي ده.
وفي نقطة إيجابية جدًا لازم تتقال.. احتياطي النقد الأجنبي لمصر كسر ولأول مرة حاجز الخمسين مليار دولار.
الاحتياطي وصل لخمسين مليار وواحد وسبعين مليون دولار مع نهاية أكتوبر، بزيادة حوالي خمسمية سبعة وتلاتين مليون دولار عن الشهر اللي قبله. ده مؤشر مهم جدًا لأنه بيعكس تحسن في القطاعات اللي بتدخل دولار للبلد زي السياحة والصادرات وتحويلات المصريين، وده يساهم في تهدئة الضغوط على الجنيه على المدى المتوسط.
فاللي بنشوفه من ارتفاع للدولار ما هواش أمر استثنائي، لكنه مرتبط طبيعيًا بحالة الترقب اللي بتحصل قبل أي مراجعة من صندوق النقد. والسوق زي ما هو معروف حساس لأي خطوة، وأي معلومة بتنعكس فورًا على الأسعار. لكن وجود احتياطي قوي، وتثبيت أسعار الفائدة، وتصريحات إيجابية من الحكومة، دي كلها مؤشرات بتقول إن الاقتصاد داخل مرحلة تقييم مهمة، وإن اللي جاي هيحدد اتجاه الفترة المقبلة بشكل أوضح.

