الثلاثاء 25 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

كيف تُغير محطة الضبعة النووية مشهد أمن الطاقة في مصر؟

الإثنين 24/نوفمبر/2025 - 10:19 م
كيف تُغير محطة الضبعة
كيف تُغير محطة الضبعة النووية مشهد أمن الطاقة في مصر؟

مع بدء تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى في محطة الضبعة النووية، تدخل مصر مرحلة مفصلية غير مسبوقة في تاريخ قطاع الكهرباء والطاقة. 

هذا التطور لم يكن مجرد خطوة إنشائية؛ بل إعلان رسمي بأن المشروع الأكثر استراتيجية في مصر يتحرك بخطوات ثابتة نحو التشغيل.

ويبرز سؤال كيف تُغيّر محطة الضبعة النووية مشهد أمن الطاقة في مصر؟

أمن طاقة حقيقي… لأول مرة

قال الدكتور علي إسلام، الرئيس الأسبق لهيئة الطاقة الذرية، إن محطة الضبعة النووية ستوفر عند تشغيل وحداتها الأربع ما بين 10% و12% من احتياجات مصر من الكهرباء، وهو ما يمثل دعماً كبيراً لأمن الطاقة في البلاد.

وأضاف أن الطاقة النووية تُعد مصدرًا أساسيًا لما يُعرف بـ "البيزلود" أو الحمل الرئيسي الذي يضمن توفير كهرباء مستقرة طوال الوقت، دون التأثر بتغيرات المناخ أو الانقطاعات الطبيعية التي تتعرض لها مصادر أخرى مثل الشمس والرياح.

كيف تُغير محطة الضبعة النووية مشهد أمن الطاقة في مصر؟


وأوضح أن معامل السعة في محطات القوى النووية وهو مقياس الاستقرار والإتاحة يصل إلى 95% إلى 100%، ما يعني أن المحطة تعمل بكفاءة عالية طوال العام، ولا تتوقف إلا خلال فترات تغيير الوقود النووي.

وأشار إلى أن ذلك يختلف جذريًا عن مصادر الطاقة المتجددة؛ فالرياح قد تختلف أنماطها، والشمس قد تغيب لساعات طويلة، ما يجعل الاعتماد عليها وحدها غير كافٍ لتأمين الاحتياجات الأساسية من الكهرباء.

فوائد بيئية ضخمة

كما أوضح الدكتور علي إسلام أن البديل التقليدي للطاقة النووية هو حرق الغاز الطبيعي أو البترول أو الفحم، وهي مصادر شديدة التلوث وتؤثر على البيئة بشكل خطير.

ولذلك فإن اللجوء للطاقة النووية يعد خيارًا نظيفًا يقلل من الانبعاثات ويحد من تغير المناخ.

وكشف أن تشغيل الوحدات الأربع بمحطة الضبعة سيوفر نحو 14 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يمثل مكسبًا بيئيًا ضخمًا لمصر. 

كما أشار الدكتور علي إسلام إلى أن التوجه العالمي نحو الطاقة النووية أصبح أكثر وضوحًا وإلحاحًا، مستشهدًا بما طُرح في أحد المؤتمرات الأخيرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث دعا المدير العام للوكالة إلى مضاعفة الاعتماد على الطاقة النووية ثلاث مرات بحلول عام 2050. وأوضح أن العالم يواجه اليوم تغيرات مناخية "غير قابلة للرجوع"، ما يجعل من الضروري أن يتركز كل إنتاج جديد للطاقة خلال العقود المقبلة على المفاعلات النووية ومصادر الطاقة المتجددة معًا، لضمان مزيج طاقة آمن ونظيف.

وأكد أن المنطقة العربية تمتلك ميزة نسبية كبيرة في هذا الاتجاه، بفضل ارتفاع معدل سطوع الشمس وسرعات الرياح المناسبة، ما يجعل دمج الطاقة النووية مع الشمس والرياح فرصة استراتيجية لاستغلال موقع المنطقة وتأسيس منظومة طاقة مستقرة وقليلة الانبعاثات.