مبادلة الديون.. كيف حولت مصر نقطة ضعف إلى سلاح اقتصادي يجذب الاستثمارات الأجنبية بقوة؟
في خطوة تعكس تحولًا نوعيًا في إدارة الديون وجذب التمويل، أقدمت مصر على تطبيق واحد من أكثر النماذج نجاحًا في العالم، وهو مبادلة الديون بالاستثمارات، فبدلًا من أن تظل الديون التزامًا ماليًا على الورق، تحولت إلى مشروعات حقيقية تضيف قدرات نظيفة إلى شبكة الكهرباء وتدعم توجه الدولة نحو الاقتصاد الأخضر.
في هذا التقرير نستعرض تفاصيل مشروع جديد وقعته الدولة المصرية لمبادلة الديون مع ألمانيا:
تفاصيل المشروع: من الديون إلى محطات رياح
وقّعت مصر اتفاقية جديدة لمبادلة ديون بقيمة 50 مليون يورو مع ألمانيا، بهدف تحويل جزء من الالتزامات المالية القائمة إلى استثمارات فعلية في محطتين لطاقة الرياح في منطقة رأس غرب جبل الزيت بخليج السويس، وهي من أفضل المناطق عالميًا لإنتاج الكهرباء من الرياح.
الاتفاقية لا تمثل مجرد تسوية مالية، بل مشروعًا متكاملًا من المنتظر أن يُسهم في:
إنتاج كهرباء نظيفة تخفّض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
تقليل الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع التزامات مصر المناخية.
تعزيز قدرات الشبكة القومية للكهرباء لاستيعاب القدرات الجديدة من الطاقة المتجددة.
تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشروعات الطاقة الخضراء.
تعاون مصري ألماني لتعزيز الطاقة المتجددة
جرت مراسم توقيع الاتفاقية في العاصمة الإدارية، بحضور ممثلي الحكومة الألمانية وبنك التعمير الألماني، في تأكيد على عمق التعاون بين البلدين في ملف الطاقة.
وتأتي الاتفاقية الجديدة امتدادًا لاتفاقيتين سابقتين لمبادلة الديون بقيمة 75 مليون يورو، خصصت لدعم مشروعات حيوية في قطاع الكهرباء، من بينها:
تدعيم وتقوية الشبكة القومية لاستيعاب القدرات المتزايدة من الطاقة المتجددة.
المساهمة في تمويل المرحلة الثانية من مشروع إعادة تأهيل المحطات الكهرومائية.
إنشاء مركز لإدارة الطاقة الموزعة الناتجة عن المصادر المتجددة.
وتسعي الدولة المصرية من خلال هذا المشروع أن تتحول الديون القديمة إلى استثمارات مستدامة تعود بالنفع المباشر على الاقتصاد المصري فالمشروعات الناتجة لا تُنتج كهرباء فقط، بل تدعم التحول التدريجي نحو طاقة نظيفة، وتوفر بيئة جاذبة للمستثمرين، وتقلل الأعباء المالية على الدولة.
ونجحت الدولة من خلال مبادلة الديون في جذب الاستثمارات الأجنبية مع هذا الدول وبالتالي أصبحت الديون أداة ذكية لجذب الاستثمارات الأجنبية.
