الأحد 16 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

ضربة موجعة للدولار.. دول الخليج هتعملها ولا إيه؟

الأحد 16/نوفمبر/2025 - 04:00 ص
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

هو ايه اللي بيحصل في الشرق الأوسط اليومين دول؟ وليه فجأة بقى في كلام كتير عن اليوان الصيني؟ هل العرب فعلاً بدأوا يفتحوا الباب لعملة الصين، ولا دي مجرد خطوة تجميلية قدام الدولار اللي لسه ماسك في رقبة الاقتصاد العالمي؟
والأهم هل اليوان ممكن يكون بديل للدولار؟ ولا داخل بهدوء، بذكاء، بخطة محسوبة على سنّجة عشرة؟

ولو العرب بدأوا ينوعوا احتياطياتهم، يا ترى ده معناه إن زمن الدولار بيقرب ينتهي؟ ولا الطريق لسه طويل قوي والرحلة لسه في أولها؟

الفترة الأخيرة بتشهد حركة مختلفة من الحكومات العربية تجاه اليوان الصيني.. والحركة دي مش عليها ضوضاء إعلامية بالعكس دي خطوات هادية بس تقيلة .. ومن يوم ما بدأت العلاقات التجارية بين الصين والدول العربية تاخد اتجاه توسعي بقى طبيعي إن الدول تدور على طرق تمويل وتسوية عقود غير معتمدة بالكامل على الدولار.

مصر مثلًا طلعت أول سندات باندا باليوان و الإمارات بتدرج أدوات دين بالعملة الصينية في ناسداك دبي.. ومعاهم السعودية دخلت تجربة اليوان الرقمي في المدفوعات عبر الحدود.. وبكده بقى في مشهد جديد بيتشكل اليوان بيزحف بهدوء جوه المنطقة من غير ما يرفع صوته ولا يدخل في خناقة مع الدولار.

طب ليه دلوقتي؟

اليوان بقى دوره أكبر في التجارة العالمية حصته وصلت حوالي 13% بعد ما كانت أقل من كده بكتير خلال العقدين اللي فاتوا..و الصين نفسها معلنة إنها داخلة بقوة في تدويل عملتها وعايزة توسع استخدامها في التجارة وتفتح أسواقها المالية أكتر.

والرسالة واضحة الصين مش عاوزة تكون بس قوة تصنيع لكن كمان قوة مالية عايزة مكان على الطاولة اللي بيسيطر عليها الدولار بقاله 80 سنة.

وعربياً في دافع تاني مهم بعد أزمة تجميد الأصول الروسية المقومة بالدولار واليورو بقى في إحساس إن الاعتماد على عملة واحدة مخاطرة سياسية واقتصادية.. فالدول بدأت تميل لتنوع الاحتياطيات بين ذهب، يوان، وأدوات أقل حساسية جيوسياسيا.

هنا ييجي دور اليوان كحل وسط.. وده معناه مش معناه قطيعة مع الدولار لكن محاولة لتقليل الاعتماد الكامل عليه.

طب هل فيه أمثلة؟

كتير جداً.. السعودية مثلا وقعت اتفاقية مبادلة عملات مع الصين بقيمة 50 مليار يوان عشان توسع استخدام العملتين في التجارة والاستثمار.. والإمارات كمان حجم التسويات العابرة للحدود مع الصين باليوان وصل 864 مليار يوان خلال أول 9 شهور بس من السنة، بزيادة 20% عن السنة اللي قبلها.

وفي الإمارات كمان سندات مقومة باليوان بدأت تنتشر زي الإصدار بتاع بنك الإمارات دبي الوطني بقيمة مليار يوان.. وفي السعودية بنك الرياض أعلن حصوله على قرض مجمع 1.5 مليار دولار أغلبه من بنوك صينيةو البنك السعودي الفرنسي قبلها بأشهر اقترض مليار دولار من نفس المنطقة.. وفي المغرب فيه توجه للاقتراض من السوق الآسيوية لتنويع مصادر التمويل.

نيجي للسؤال الأهم.. هل اليوان بديل حقيقي للدولار؟

الإجابة المختصرة.. لأ.. بس ليه لأ؟.. لأن الدولار لسه المسيطر بفرق شاسع.. حجم تداول الدولار عالمياً حوالي 89%.
اليوان حوالي 8.5%… وفي الاحتياطيات العالمية الدولار 56%، اليوان 2% بس.

بس اليوان بقى لاعب موجود فعلاً وهيفضل كتير لحد ما ينافس الدولار، بس وجوده مش وهمي.. الدول العربية شايفة مستقبل طويل المدى، شايفة إن الصين بقت شريك تجاري ضخم، وإن التجارة معاها لازم يكون ليها أدوات تمويل وتسوية متوافقة مع حجم العلاقات بينهم.

وعقبات التخلي عن الدولار لسه كبيرة أهمها.. ارتباط عملات الخليج بالدولار.. وضعف سيولة اليوان العالمية.. والقيود على تحويل العملة.. وغياب أدوات تحوط قوية خارج الصين.

لكن الاتجاه العام واضح العالم بقى متعدد الأقطاب ومفيش عملة هتفضل لوحدها فوق.. لكن تنويع محسوب، مدروس، مرتبط بالشراكات الجديدة مع الصين، ومبني على رغبة في تقليل المخاطر.