الدولار يواصل الانهيار والجنيه يقفز إلى القمة.. مصر عبرت الأزمة وتجني ثمار الاصلاح
يا ترى إيه اللى بيحصل فى سوق صرف العملات الجنبية فى الأيام الأخيرة؟ وليه الدولار سعره بيتراجع بصورة ملحوظة؟ وايه علاقة اللى بيحصل ده بالمراجعتين الخامسة والسادسة لبرنامج مصر مع صندوق النقد الدولي؟ ولو الدولار بيهبط بالشكل ده، يا ترى هل ده هدوء قبل العاصفة ولا بداية موجة استقرار جديدة فعلاً؟
أول حاجة لازم نفهمها إن سوق الصرف في مصر دلوقتي داخل على مرحلة مختلفة تماماً عن اللي شفناها السنين اللي فاتت.
في الأيام الأخيرة السوق هادية بشكل واضح ومفيش الطلب العنيف على الدولار اللي كان بيعمل قفزات وغير متوقعة..
وفي نهاية الأسبوع اللي فات البنوك سجلت أسعار متقاربة جداً أعلى سعر للدولار كان في البنك العربي الأفريقي عند حوالي 47.19 للشراء و47.29 للبيع. وأقل سعر كان في بنك أبوظبي التجاري عند 47.10 للشراء و47.15 للبيع.
حتى البنك المركزي نفسه ثابت عند حوالي 47.12 للشراء و47.20 للبيع.. وده معناه إن السوق مش بس مستقرة، لكن كمان مفيش تذبذب حاد ولا مضاربات عنيفة زي الأول.

طب إيه اللي عامل الهدوء ده؟
هنا ندخل على السبب الأهم: توفر السيولة الدولارية.
احتياطي النقد الأجنبي تجاوز 50 مليار دولار لأول مرة في تاريخ مصر، وده رقم كبير، مش مجرد تحسن بسيط.
الاحتياطي زاد في أكتوبر لوحده حوالي 538 مليون دولار، وده راجع لنمو القطاعات الدولارية الأساسية: السياحة، قناة السويس، الصادرات، وتحويلات العاملين بالخارج.
لما الاحتياطي يعلى بالشكل ده، السوق طبيعي تهدى.. والناس بترجع تثق إن الدولة قادرة تغطي التزاماتها، ومبقاش في نفس الخوف من نقص الدولار اللي كان بيخلي السعر يولّع.
نيجي بقى للسؤال الأهم.. ايه علاقة اللي بيحصل ببعثة صندوق النقد والمراجعتين الخامسة والسادسة؟
مصر دلوقتي مستعدة لاستقبال بعثة الصندوق أول ديسمبر.. المراجعتين دول مهمين جداً لأن بعد ما يتوافق عليهم مصر هتحصل على 2.4 مليار دولار دفعة واحدة وده دعم مباشر لميزان المدفوعات واحتياطي النقد الأجنبي.
رئيس الوزراء أعلن إن الدولة نفذت كل البنود المطلوبة وإن كل حاجة ماشية بدون ضغوط كمان في موارد إضافية جاية للدولة خلال ديسمبر من صفقة علم الروم، واللي فيها جزء نقدي 3.5 مليار دولار هيخش مباشرة في خفض الدين العام.
لما المستثمرين يشوفوا إن الدولة ماشية مظبوط وإن الصندوق متفق على الزيارة والثقة راجعة تاني طبيعي جداً الدولار يهدى.
يعني باختصار الأسعار الحالية للدولار انعكاس لمعادلة جديدة سيولة دولارية أعلى، التزامات مالية متسلمة، وتحسن في الصورة الاقتصادية قدام المؤسسات الدولية.
طيب الدولار هيروح على فين الفترة الجاية؟
منطقي جداً إن السوق يكمل بنفس المستوى من الهدوء، ومفيش مؤشرات واضحة إنه هيقفز بشكل مفاجئ طالما.. الاحتياطي بيزيد والسوق مفيهاش طلب زائد عن الطبيعي.. ومع وصول بعثة الصندوق وحصول مصر على الشريحة الجديدة، الضغط هيقل أكتر.
فاللي بيحصل في السوق مش صدفة… الدولار بيتراجع لأن السيولة زادت والثقة رجعت والاقتصاد عامل أداء أحسن من شهور كتير فاتت.. والمراجعتين الخامسة والسادسة مع الصندوق تعتبر نقطة تحول، ومع موارد ديسمبر سواء من الصندوق أو مشروع علم الروم، الصورة اللي جاية شكلها أكثر استقرار.
