دول "بريكس" تضيف 20 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها بقيمة 2.5 مليار دولار
عززت ثلاث دول من أعضاء مجموعة بريكس، وهي البرازيل وروسيا والصين، احتياطياتها من الذهب خلال شهر سبتمبر 2025، بإضافة نحو 20 طناً من المعدن النفيس، بقيمة إجمالية بلغت حوالي 2.54 مليار دولار أمريكي، وفقًا لما ذكرته التقارير الاقتصادية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار ارتفاع أسعار الذهب عالميًا، ووسط حالة من الترقب في الأسواق الدولية نتيجة للتقلبات المالية والسياسية التي تشهدها الأسواق العالمية. وأكدت المصادر الاقتصادية أن هذه الزيادة في احتياطيات الذهب تهدف إلى دعم استقرار العملة الوطنية للدول الثلاث، وتقليل المخاطر الاقتصادية المرتبطة بالتغيرات العالمية، خاصة في ضوء الضغوط التضخمية وتوترات الأسواق المالية.
وتعتبر إضافة الذهب جزءًا من استراتيجية دول "بريكس" لتعزيز الاحتياطيات النقدية والمعدنية، بما يساهم في تحقيق توازن أكبر بين العملات الأجنبية والاحتياطات الاستراتيجية للمعادن النفيسة. ويشير محللون اقتصاديون إلى أن الذهب يحافظ على دوره التقليدي كملاذ آمن للمستثمرين والبنوك المركزية، حيث يلجأ إليه صناع السياسات المالية كأداة للتحوط ضد الأزمات الاقتصادية المحتملة وتقلبات الأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، ذكر أحد الخبراء أن "ارتفاع الطلب على الذهب من قبل البنوك المركزية يعكس استمرار ثقة المؤسسات المالية الدولية في المعدن النفيس كوسيلة لتعزيز الاستقرار المالي، بالإضافة إلى دوره في مواجهة المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية". وأضاف أن هذه الزيادة في الاحتياطيات تأتي في إطار جهود دول "بريكس" لتعزيز قدرتها على مواجهة الصدمات الاقتصادية المستقبلية، وتحقيق توازن مالي أكبر بين الاحتياطيات النقدية والمعدنية.
وقد شهدت السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من قبل البنوك المركزية الكبرى حول العالم بتعزيز احتياطياتها من الذهب، في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات التضخم، ما يعكس رغبة الدول في حماية اقتصاداتها من الصدمات المالية، وضمان قدرة أكبر على مواجهة أي أزمات محتملة في الأسواق الدولية.
وبالنظر إلى التطورات الأخيرة، يُتوقع أن تواصل دول "بريكس" سياسة تعزيز احتياطياتها من الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، بما يضمن الحفاظ على استقرار عملاتها الوطنية ودعم موقفها المالي الدولي، في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من عدم اليقين المتزايد.
وتبقى هذه التحركات مؤشرًا على الدور المستمر الذي يلعبه الذهب في النظام المالي العالمي، ليس فقط كأداة استثمارية للمستثمرين الأفراد، بل أيضًا كأداة استراتيجية لتعزيز استقرار البنوك المركزية ودعم السياسات النقدية للدول الأعضاء في مجموعة "بريكس".
