الأحد 09 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
تحليل

سر مليارات قطر والإمارات في مصر.. الدولار يفقد 3.5 جنيه.. وليه البنك المركزي بيشتري دهب بكميات كبيرة؟

الأحد 09/نوفمبر/2025 - 08:00 ص
سعر الدولار
سعر الدولار

ركزت وحدة أبحاث بانكير، على عدد من التقارير الاقتصادية العالمية والمحلية، خلال جولتها في أسواق المال والاعمال والشركات والطاقة حول العالم.

والبداية بسؤال شاغل بال ناس كتيرة وهو إيه اللي يخلي قطر والامارات يضخوا المليارات دي كلها في مصر؟

الإجابة ببساطة إن مصر بقت من أكتر الأسواق الجاذبة في المنطقة حالياً… لأسباب كتيسرة جدا.

أول حاجة .. الموقع الجغرافي.. مصر في قلب العالم، بتربط بين آسيا وإفريقيا وأوروبا، وساحلها على البحر المتوسط بقى محور استراتيجي للاستثمار في العقارات والسياحة والنقل.

وده لوحده كفيل يخلي أي مستثمر يفكر ألف مرة قبل ما يسيب فرصة زي دي تفوته.

تاني نقطة.. البنية التحتية.. اللي حصل في العشر سنين اللي فاتوا من تطوير طرق، موانئ، مناطق صناعية، ومدن جديدة، خلق بيئة شبه جاهزة لأي مشروع كبير.

يعني المستثمر مش داخل يبدأ من الصفر… داخل على أرض مجهزة، وشبكات كهربا، وغاز، ومواصلات بتخدمه على طول.

وده بالضبط اللي خلى الإمارات تختار "رأس الحكمة" لتكون مشروعهم العقاري والسياحي العملاق، وقطر تختار "علم الروم" في مطروح — منطقتين في قلب الساحل الشمالي اللي بقى جوهرة البحر المتوسط الجديدة.

تالت حاجة .. الإصلاحات الاقتصادية.. مصر خلال السنين اللي فاتت اشتغلت على تحرير سعر الصرف وتحسين بيئة الاستثمار وتسهيل تحويل الأرباح للخارج.. ودي كانت نقطة كانت مأثرة على جذب الاستثمارات قبل كده، لكن النهارده الوضع اختلف.. المستثمر العربي بقى حاسس إن فيه استقرار في السوق، وإن الحكومة بتفتح له الباب بشكل منظم وواضح.. غير كده، مصر بتقدم "صفقات شراكة" مش بس بيع أراضي.

ونروح لمفاجأة حلوة.. بعد الإعلان عن صفقة "علم الروم" العملاقة بين مصر وقطر، سندات مصر الدولية ارتفعت 0.4 سنت للدولار، بعد ما كانت بدأت الجلسة على تراجع.

السندات طويلة الأجل، اللي مدتها 50 سنة، وصلت لـ94 سنت للدولار، وده بحسب وكالة رويترز.

الحركة دي مش مجرد رقم صغير في السوق ولكنها إشارة قوية إن ثقة المستثمرين العالميين في الاقتصاد المصري بدأت ترجع واحدة واحدة
وفي نفس الوقت.. تكلفة التأمين على الديون السيادية لمصر نزلت لـ332 نقطة أساس لعقود الخمس سنين — وده معناه ببساطة إن المخاطر اللي المستثمرين بيحسبوها على مصر بدأت تقل

لكن المفاجأة الأكبر كانت في سوق العقود الآجلة للعملة..  الدولار نزل حوالي 3.5 جنيه في العقود الآجلة لمدة سنة، ووصل لـ54.3 جنيه للدولار بعد ما كان 57.8 جنيه في 6 أكتوبر اللي فات.. يعني السوق نفسه شايف إن الجنيه المصري ممكن يكون داخل على مرحلة استقرار وتحسن في القيمة، خاصة بعد الأخبار الإيجابية الأخيرة.

وكل ده مرتبط بشكل مباشر بالصفقة اللي العالم كله بيتكلم عنها دلوقتي صفقة "علم الروم".. شركة "الديار القطرية" الذراع العقارية لصندوق الثروة السيادي القطري، وقّعت اتفاق استثماري ضخم مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة في مصر، لتطوير منطقة "علم الروم" على ساحل البحر المتوسط وإجمالي الاستثمارات حوالي 29.7 مليار دولار.

ونروح لسؤال مهم.. ليه البنك المركزي بيشتري دهب بكميات كبيرة؟

السبب بسيط لكن عميق: العالم كله دلوقتي في حالة “عدم يقين”.. أسعار العملات بتتقلّب الفايدة بتتغير والتوترات السياسية مش بتخلص.. وفي وسط ده كله البنوك المركزية شايفة إن الدهب هو الضمان الحقيقي اللي قيمته مش بتنهار مع أي أزمة.

أسعار الدهب عالميًا وصلت لمستويات قياسية السنة دي، وده بسبب تراجع الدولار الأمريكي واتجاه البنوك لتخفيف الفوايد.. من أول السنة لحد أكتوبر سعر الدهب طلع أكتر من 48%..  وده رقم ضخم جدًا بيعبّر عن الطلب العالي عليه.

والارتفاعات دي خلت قيمة أرصدة الدهب عند البنك المركزي المصري تزيد بشكل طبيعي..والاتجاه العام للبنوك المركزية حول العالم دلوقتي بقى واضح كلهم بيشتروا دهب عشان يقوّوا احتياطياتهم.

من حوالي سنتين والاتجاه ده ماشي بقوة خصوصًا مع تصاعد الحروب التجارية وتقلّبات أسعار العملة.. ومن المتوقع إن البنوك دي تكمّل في شراء الدهب على الأقل خلال التلات سنين الجايين، لأن الظروف الاقتصادية والسياسية مش مستقرة.

وفي نفس السياق محلل اقتصادي مصري كبير قال إن النمو القوي في أسعار الدهب بيشجّع البنك المركزي إنه يكمّل في المشتريات، خصوصًا مع تراجع الفايدة في أمريكا.

وتوقّع إن أسعار الدهب تفضل في ارتفاع مستمر خلال الخمس سنين الجاية، وممكن توصل بين 4700 و6800 دولار للأوقية، وده رقم غير مسبوق.