الأسهم الآسيوية تهبط مقتفية أثر وول ستريت وسط إقبال على الملاذات الآمنة
تراجعت الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء في أعقاب خسائر وول ستريت، وسط تزايد الإقبال على الأصول الآمنة مثل السندات والين الياباني، فيما فقدت العملات المشفرة زخمها بعد موجة تصفيات حديثة. وعكست التراجعات القلق المتنامي لدى المستثمرين من المبالغة في تقييمات الأسهم، مع استمرار حالة الحذر بعد ارتفاع قياسي للأسواق الأميركية في الأشهر الأخيرة.
شهدت الأسهم الأميركية انخفاضًا في جلسة الثلاثاء، بقيادة قطاع التكنولوجيا، حيث هبطت أسهم "سوبر مايكرو كمبيوتر" بشكل حاد، فيما فشلت شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (AMD) في إقناع المستثمرين بتوقعات إيراداتها. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشري "إس آند بي 500" و"ناسداك 100" في التعاملات الآسيوية المبكرة، ما يشير إلى استمرار الخسائر بعد موجة الانخفاض السابقة.
وكانت الأسواق الآسيوية على نفس المسار السلبي، حيث تراجع مؤشر "إم إس سي آي" لأسهم آسيا بنسبة 1.2%، مع هبوط ملحوظ في اليابان وأستراليا. وتصدرت كوريا الجنوبية التراجعات، إذ انخفضت عقود "كوسبي 200" الآجلة بأكثر من 5%، ما أدى إلى تفعيل آلية "سايدكار" للتوقف المؤقت للتداول الآلي لأول مرة منذ أبريل. كما هبط مؤشر قطاع التكنولوجيا الإقليمي بنحو 2%.
مع استمرار حالة القلق، لجأ المستثمرون إلى الملاذات الآمنة، فارتفعت سندات الخزانة الأميركية على طول المنحنى، وانخفض العائد على سندات 10 سنوات إلى 4.07%، بينما ارتفع الين الياباني إلى 153.24 مقابل الدولار. وفي المقابل، استعادت العملات المشفرة بعض خسائرها السابقة بعد تراجع "بتكوين" مؤقتًا دون مستوى 100 ألف دولار في الجلسة الماضية.
على صعيد السلع، انخفض النفط لليوم الثاني على التوالي بعد تقرير أظهر أكبر زيادة في مخزونات الخام الأميركية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. فيما استقر الذهب بعد أكبر انخفاض له في أكثر من أسبوع، متأثراً بارتفاع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ مايو، ما قلّل من جاذبية المعدن النفيس كأصل آمن.
وأوضح الخبراء أن التفاؤل بآفاق الذكاء الاصطناعي واستمرار توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي قد رفع المؤشرات الأميركية بنحو 40% منذ أدنى مستوياتها في أبريل، إلا أن المكاسب أصبحت مركزة في عدد محدود من الأسهم، فيما أظهرت المؤشرات الفنية إشارات على تخمة شرائية، ما دفع كبار المصرفيين إلى التحذير من احتمالية حدوث تصحيح في السوق.
وقال مات مالي من شركة "ميلر تاباك": "السوق حالياً مهيّأة لتراجع كبير على المدى القصير، بغض النظر عن الاتجاه المتوسط أو الطويل الأجل". وأضاف مايك غيتلين، الرئيس التنفيذي لشركة "كابيتال غروب"، أن التحدي الحقيقي يكمن في تقييمات الأسهم المرتفعة، مؤكدًا أن الأرباح القوية للشركات لا تكفي لتحريك الأسعار صعودًا دون توقعات قوية ومفاجآت إيجابية.
