الأسهم الآسيوية تتراجع وسط ضبابية بشأن خطوة الفيدرالي المقبلة
تراجعت الأسهم الآسيوية اليوم الثلاثاء، بالتوازي مع انخفاض العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، بعد أن أثرت نتائج شركة بالانتير تكنولوجيز وحالة الغموض حول توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على معنويات المستثمرين.
سجلت عقود مؤشر إس آند بي 500 انخفاضًا بنسبة 0.4%، عقب مكاسب طفيفة حققها المؤشر الأساسي يوم الإثنين، بينما تراجعت عقود ناسداك 100 بنسبة 0.6%، مع انخفاض سهم "بالانتير" بأكثر من 4% في تداولات ما بعد الإغلاق، نتيجة المخاوف من تقييم السهم المرتفع بعد موجة صعود قياسية هذا العام.
وفي الأسواق الآسيوية، انخفضت الأسهم بنسبة 0.4%، فيما خسر المؤشر الكوري الجنوبي أكثر من 2%، مع استمرار القلق بشأن السياسات النقدية الأمريكية وحذر المستثمرين من أي مفاجآت مستقبلية.
قوة الدولار تضغط على المعنويات
واصل مؤشر الدولار الأمريكي مكاسبه لليوم الخامس على التوالي، مسجلاً مستويات لم تُرَ منذ أغسطس، وسط إشارات متباينة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. فقد حذر رئيس المجلس جيروم باول الأسبوع الماضي من أن خفض الفائدة في ديسمبر ليس مضمونًا، فيما أشار مسؤولون آخرون مثل أوستان غولسبي إلى أن المخاطر التضخمية تتفوق على المخاطر المرتبطة بسوق العمل.
وبالرغم من انكماش النشاط الصناعي الأمريكي للشهر الثامن على التوالي، مع تراجع مؤشر "معهد إدارة التوريد" إلى 48.7 في أكتوبر، فإن الأسهم العالمية بقيت قرب مستوياتها القياسية مدفوعة بمكاسب شركات التكنولوجيا الكبرى، وسط دعوات إلى تصحيح أوسع في السوق. وقالت آنا وو، محللة الإستراتيجيات في شركة "فان إيك": "الفيدرالي مجددًا هو محور القلق. تصريحات التضخم أثرت سلبًا في المعنويات".
تأثير الإغلاق الحكومي على البيانات الاقتصادية
اعتمد الاقتصاديون وصانعو السياسات على تقارير خاصة بدل البيانات الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي، ما جعل الأسواق أكثر حذرًا تجاه مؤشرات النشاط الاقتصادي وسوق العمل، مؤكدين أن التأجيل في نشر بيانات الوظائف قد يزيد من حالة عدم اليقين.
هبوط الذهب وتراجع النفط
انخفض الذهب للجلسة الثالثة على التوالي، بينما استقرت سندات الخزانة الأمريكية، وتراجع النفط مع تقييم الأسواق قرار أوبك+ تجميد زيادات الإنتاج، في ظل مخاوف من فائض المعروض العالمي.
تقييمات "بالانتير" المرتفعة تقلق المستثمرين
على الرغم من أن شركة "بالانتير" رفعت توقعاتها السنوية للإيرادات إلى 4.4 مليار دولار، متجاوزة تقديرات المحللين، أبدى المستثمرون قلقهم من تقييم السهم المرتفع، إذ بلغ مضاعف المبيعات 85 مرة، الأعلى بين شركات مؤشر إس آند بي 500، ما يعكس حالة من الحذر تجاه الأسهم التقنية ذات النمو المرتفع.
وفي المجمل، تُظهر الأسواق الآسيوية والأمريكية اليوم حالة من الترقب والحذر، مع متابعة دقيقة لتوجهات الفيدرالي، وقيادة الأسهم التقنية لمسار التداول، في ظل استمرار قوة الدولار وتذبذب مؤشرات النشاط الاقتصادي الأمريكي.
