أسهم "أوبر" تتراجع رغم النمو القوي في الحجوزات بعد توقعات أرباح حذرة
تراجعت أسهم شركة "أوبر تكنولوجيز" (Uber Technologies Inc) بأكبر وتيرة منذ نحو 11 شهرًا بعد إعلان الشركة توقعات حذرة للأرباح المعدلة، وأشارت إلى أن تكاليف قانونية أثّرت على نتائج الربع الثالث، على الرغم من النمو القوي في نشاطي النقل التشاركي وتوصيل الطلبات.
وقالت أوبر إن دخلها التشغيلي للربع المنتهي في 30 سبتمبر بلغ 1.11 مليار دولار، متراجعًا عن توقعات المحللين التي كانت عند 1.62 مليار دولار، فيما بلغت الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 2.26 مليار دولار، أقل قليلاً من تقديرات السوق. وأعلنت الشركة توقعاتها للربع الرابع بأن تتراوح الأرباح المعدلة بين 2.41 و2.51 مليار دولار، ما يجعل نقطة المنتصف دون متوسط توقعات المحللين البالغ 2.49 مليار دولار.
وانخفض سهم أوبر بنسبة 5.1% ليغلق عند 94.67 دولارًا، في أكبر تراجع له منذ سبعة أشهر، رغم أنه سجل ارتفاعًا سنويًا بلغ 57%، متفوقًا على أداء مؤشر "إس آند بي 500".
وجاءت ردود فعل السوق السلبية رغم أن التقرير أظهر نموًا فصليًا قويًا، إذ سجلت إجمالي الحجوزات ارتفاعًا بنسبة 21% لتصل إلى 49.7 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين، بما يعكس نجاح الشركة في توسيع خدماتها جغرافيًا وتنويع عروضها.
وأوضح الرئيس التنفيذي دارا خوسروشاهي أن نمو الرحلات في الولايات المتحدة تعزز بفضل الإقبال على الخيارات منخفضة التكلفة، وتراجع ضغوط التأمين، إلى جانب النشاط السياحي القوي خلال الصيف. وتتوقع الشركة أن تتراوح حجوزات الربع الرابع بين 52.25 و53.75 مليار دولار، ما يمثل نموًا يتراوح بين 18% و22%.
وأكد محللون من "ويليام بلير" أن أوبر ما زالت في موقع قوي، مع استمرار توقع نمو الأرباح المعدلة خلال 2025 و2026، بينما أوضح محللو "جيفريز" أن النتائج تعزز الثقة في استدامة نمو الحجوزات بمعدلات منتصف العشرات ونمو الأرباح بأكثر من 20% حتى 2027.
تخطط أوبر لتغيير أسلوب الإفصاح المالي بدءًا من الربع الأول من العام المقبل، بالإفصاح عن الدخل التشغيلي المعدل بدلًا من الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، كما ستبدأ بتقديم توقعات الأرباح المعدلة للسهم الواحد، مؤكدة أن التغيير لن يؤثر على التوجه المالي للسنوات الثلاث المقبلة.
وتتركز الخطة الاستراتيجية متوسطة المدى للشركة على ستة مجالات رئيسية: توسيع نشاطي النقل والتوصيل، بناء منصة هجينة تجمع بين المركبات البشرية وذاتية القيادة، تقديم فرص عمل مؤقتة متنوعة، وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. وقد أحرزت الشركة تقدمًا ملموسًا عبر أكثر من 12 شراكة في مجال السيارات الذاتية، وإطلاق مهام رقمية جديدة للسائقين.
وأشار خوسروشاهي إلى أن الرهان على المركبات الذاتية لن يحقق ربحية فورية، إذ يبدأ كل منتج جديد بخسائر قبل أن يتحول إلى الربحية، مؤكدًا أن الاستراتيجية المتبعة للشركة تركز على تحسين السيولة والموثوقية لزيادة الطلب وتحقيق أرباح مستقبلية.
