ليه البنك المركزي بيشتري دهب بكميات كبيرة؟.. هنقولك اللي بيحصل في الكواليس
تفتكر ليه البنك المركزي المصري بيشتري دهب بكميات كبيرة في الفترة الأخيرة؟ هو بيخزّن ولا بيستثمر؟ وليه كل البنوك المركزية في العالم بقت بتجري ورا الدهب كأنه الملاذ الوحيد الآمن؟ وهل فعلاً الدهب راجع يتصدر المشهد تاني؟ ولا إحنا داخلين على مرحلة جديدة في شكل الاحتياطيات النقدية للدول؟
البنك المركزي أعلن إن أرصدة الدهب اللي عنده زادت بأكتر من 40% في أول تسع شهور من 2025 ووصلت قيمتها لنحو 757.4 مليار جنيه بنهاية سبتمبر مقارنة بـ540.3 مليار في ديسمبر اللي فات.. يعني زيادة أكتر من 217 مليار جنيه في أقل من سنة.. والأرقام دي كمان مرشحة للارتفاع بعد قفزة أسعار الدهب اللي حصلت في أكتوبر اللي فات.
التقارير أوضحت إن البنك المركزي زوّد احتياطي الدهب بحوالي 73.8 مليار جنيه في سبتمبر بس، وده رقم كبير جدًا في شهر واحد.
طب ليه بيعمل كده؟
السبب بسيط لكن عميق: العالم كله دلوقتي في حالة “عدم يقين”.. أسعار العملات بتتقلّب الفايدة بتتغير والتوترات السياسية مش بتخلص.. وفي وسط ده كله البنوك المركزية شايفة إن الدهب هو الضمان الحقيقي اللي قيمته مش بتنهار مع أي أزمة.
أسعار الدهب عالميًا وصلت لمستويات قياسية السنة دي، وده بسبب تراجع الدولار الأمريكي واتجاه البنوك لتخفيف الفوايد.. من أول السنة لحد أكتوبر سعر الدهب طلع أكتر من 48%.. وده رقم ضخم جدًا بيعبّر عن الطلب العالي عليه.
والارتفاعات دي خلت قيمة أرصدة الدهب عند البنك المركزي المصري تزيد بشكل طبيعي..والاتجاه العام للبنوك المركزية حول العالم دلوقتي بقى واضح كلهم بيشتروا دهب عشان يقوّوا احتياطياتهم.
من حوالي سنتين والاتجاه ده ماشي بقوة خصوصًا مع تصاعد الحروب التجارية وتقلّبات أسعار العملة.. ومن المتوقع إن البنوك دي تكمّل في شراء الدهب على الأقل خلال التلات سنين الجايين، لأن الظروف الاقتصادية والسياسية مش مستقرة.
وفي نفس السياق محلل اقتصادي مصري كبير قال إن النمو القوي في أسعار الدهب بيشجّع البنك المركزي إنه يكمّل في المشتريات، خصوصًا مع تراجع الفايدة في أمريكا.
وتوقّع إن أسعار الدهب تفضل في ارتفاع مستمر خلال الخمس سنين الجاية، وممكن توصل بين 4700 و6800 دولار للأوقية، وده رقم غير مسبوق.
لكن الغريب إن في الوقت اللي أرصدة الدهب زادت بالشكل ده إجمالي أصول البنك المركزي المصري انخفضت من 6.42 تريليون جنيه في نهاية 2024، لـ6.1 تريليون بنهاية سبتمبر 2025 يعني تراجع بحوالي 320 مليار جنيه.. وده راجع لانخفاض النقدية الفعلية في الخزينة، وكمان تراجع الأرصدة عند البنوك.
وبرغم التراجع ده البنك المركزي قدر يحقق أرباح قوية جدًا..صافي الأرباح في سبتمبر بس وصل لـ77.25 مليار جنيه، مقارنة بـ40.3 مليار في أغسطس، يعني تقريبًا الضعف.
وده خلى حقوق الملكية ترتفع من 177 مليار لـ212.9 مليار جنيه.. وده دليل إن البنك المركزي بيتحرك بثقة وبيعيد توازن ملفاته المالية بعد سنين من الضغط.
اللي حاصل النهارده إن البنك المركزي مش لوحده اللي بيجمع دهب.\. كل البنوك المركزية في العالم تقريبًا بتعمل كده، من الصين وروسيا لحد تركيا والهند.. الكل بيحاول يحمي احتياطياته من أي صدمات في الدولار أو الأزمات الجيوسياسية.
بمعنى تاني الدهب راجع تاني يبقى “عملة الثقة”.. وخطوة البنك المركزي المصري مش مجرد تخزين دي خطوة محسوبة ضمن خطة طويلة لتقوية مركز مصر المالي قدام أي تقلب عالمي.
