يحكي تاريخ الحضارة المصرية.. إيه اللي ممكن تشوفه داخل المتحف المصري الكبير؟
في قلب القاهرة، يقف المتحف المصري الكبير كواحد من أضخم المتاحف العالمية، معلنا عن نفسه كحارس لتراث حضارة امتدت آلاف السنين، ذلك المشروع الذي طال انتظاره ليصبح شاهدا على عبقرية الحضارة الفرعونية.
هذا الصرح الثقافي الضخم، الذي يغطي مساحة هائلة، مكرس لعرض تاريخ مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصرين اليوناني والروماني، محتضنا أكثر من 100 ألف قطعة أثرية نادرة تجسد عظمة أمة شكلت مسار التاريخ البشري.
ما هي الآثار الموجودة داخل المتحف المصري الكبير؟
منذ اللحظة الأولى لدخول الزوار، يستقبلهم البهو العظيم بضخامة ملكية فرعونية تجعل القلب يخفق إعجاباً، هناك، يقف تمثال رمسيس الثاني الهائل، الذي يزن أكثر من 80 طناً، شامخاً كأول قطعة أثرية تلتقي أعين الزائرين، محولاً المدخل إلى بوابة زمنية نحو الماضي السحيق.
وتستمر الرحلة في قاعات المومياوات والملوك، حيث تكمل المشهد بعروض مذهلة تشمل مومياء سقنن رع والملكة تي، إلى جانب أدوات التحنيط النادرة والآنية الكانوبية الأصلية التي كانت تستخدم لحفظ أعضاء المتوفين.
هذه القاعات ليست مجرد عرض للآثار، بل هي شهادة حية على عبقرية المصريين القدماء في مواجهة الموت والحفاظ على الخلود.
مجموعة الملك توت عنخ آمون
أما القلب النابض للمتحف، فهو بلا شك المجموعة الذهبية الخالدة للملك توت عنخ آمون، التي تضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية فريدة في قاعة مخصصة تعتبر الأكبر في المتحف المصري الكبير.
يمكن للزائرين في هذه القاعة الاستمتاع بمشاهدة القناع الذهبي الأسطوري لـ توت عنخ آمون، والعرش الملكي المطعم بالجواهر، والعجلات الحربية الذهبية الفخمة، التي تروي قصة ملك شاب أصبح رمزاً للثراء والغموض في التاريخ المصري.
قاعات زمنية داخل المتحف المصري الكبير
داخل أروقة المتحف، يتجسد التاريخ عبر قاعات زمنية متسلسلة تعكس عظمة الدولتين القديمة والحديثة، هناك تعرض تماثيل ضخمة لسنوسرت الأول وأمنحتب الثالث، بالإضافة إلى لوحات جدارية وزخارف معمارية من الحجر والجرانيت، تجعل الزائر يشعر وكأنه يسير في أروقة المعابد والقصور القديمة.
بالإضافة إلى ذلك، يحتضن المتحف معارض مؤقتة تضم كنوزاً استثنائية مثل كنوز تانيس، التي تضيف طبقات جديدة من الاكتشافات إلى الزيارة.
وإلى جانب هذه العروض، توفر التجارب التفاعلية والواقع المعزز رحلة تعليمية حديثة غنية بالمعلومات التاريخية، مما يجعل الزيارة تجربة ثقافية فريدة من نوعها، تجمع بين الماضي والحاضر في مزيج يلهم الأجيال.
