هنشوف خير كتير.. إيه اللي هيحصل في الاقتصاد والسياحة بعد افتتاح المتحف المصري الكبير
مصر على موعد اليوم مع حدث استثنائي يترقبه العالم بأسره، يتمثل في الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، أكبر مشروع حضاري وثقافي في تاريخها الحديث، والذي يقف شامخا كتحفة معمارية عند أهرامات الجيزة، تمزج بين عراقة التاريخ وحداثة التصميم، صرح عملاق لا يمثل مجرد متحف يضم كنوز الحضارة المصرية القديمة، بل يعد رسالة حضارية من مصر إلى العالم تؤكد بها ريادتها كحاضنة للتراث الإنساني ووجهة أولى للسياحة الثقافية العالمية.
ويتوقع أن يشكل افتتاح المتحف المصري في الكبير نقطة تحول كبرى على المستويين الاقتصادي والسياحي، إذ سيخلق حالة من الزخم الدولي حول المقصد المصري، ويفتح الباب أمام تدفقات استثمارية ضخمة في مجالات الفندقة والخدمات السياحية، كما سيعزز من مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، ويضعها في موقع متقدم بين أبرز الوجهات الثقافية حول العالم.
هشام طلعت مصطفى: نقلة حضارية واقتصادية لمصر
أكد رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى، أحد الشركاء الاستراتيجيين للمتحف المصري الكبير، أن افتتاح هذا الصرح العالمي يمثل نقطة تحول تاريخية لمصر، ليس فقط على مستوى السياحة، بل في دعم الاقتصاد الوطني بشكل شامل، مشيرًا إلى أن ما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية من تطوير للبنية التحتية والطرق نقل مصر إلى مرحلة جديدة من التقدم والمنافسة العالمية.
وأوضح مصطفى، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج الحكاية المذاع على ام بي سي مصر، أن المتحف المصري الكبير تم إنشاؤه وفق أعلى المعايير العالمية ليصبح واحدا من أفضل وأضخم المتاحف الأثرية في العالم، حيث يضم أكبر عدد من القطع الأثرية داخل متحف واحد، ما يجعله منافسا قويا لأكبر المتاحف الدولية من حيث التصميم والمحتوى والقيمة الحضارية.
وأضاف أن المشروع سيحدث طفرة حقيقية في السياحة المصرية، ويضع مصر بقوة على خريطة السياحة الثقافية العالمية، بما يعزز تدفق العملات الأجنبية إلى البلاد، لافتا إلى أن السياحة تعد أحد أهم روافد الدخل القومي ومصدرا رئيسيا للعملة الصعبة.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تطويرًا شاملا للبنية الفندقية المحيطة بالمتحف، حيث تم بالفعل تجديد عدد من الفنادق التاريخية، وفي مقدمتها قصر مينا هاوس الذي يخضع حاليًا لعملية تطوير كاملة، تمهيدا لإعادة افتتاحه خلال عام ليعود إلى رونقه الذي كان عليه قبل قرن من الزمان.
المتحف المصري الكبير سيضاعف التدفقات الدولارية 10 أضعاف
كما كشف عن إنشاء فندق فور سيزونز جديد بجوار المتحف المصري الكبير، مؤكدًا أنه سيكون على أعلى مستوى من الفخامة، وسيُعد أيقونة معمارية موازية للمتحف، إذ سيتاح للنزلاء دخوله سيرًا على الأقدام عبر ممرات خاصة تربط الفندق بالمتحف مباشرة.
وردًا على الانتقادات المتعلقة بتكلفة إنشاء المتحف، قال هشام طلعت مصطفى إن من “ينتقد المشروع بهذه النظرة الضيقة لا يدرك حجم العائد الاقتصادي الهائل المنتظر”، مؤكدًا أن المتحف سيضع مصر في ثوب جديد، ويفتح نافذة واسعة للتدفقات الدولارية التي ستنعكس إيجابًا على الاقتصاد القومي.
وأشار إلى أن التأثير الاقتصادي للمتحف بدأ يظهر بالفعل، موضحًا أن أسعار الغرف الفندقية ارتفعت بشكل قياسي في القاهرة والأقصر بمناسبة الافتتاح، إذ وصل سعر الغرفة في الأقصر إلى 850 دولارًا في الليلة، وفي القاهرة إلى 1000 دولار، بعد أن كانت تتراوح بين 70 و150 دولارًا فقط، ما يعني أن عوائد مصر من العملة الصعبة تضاعفت عشرة أضعاف.
وأكد في ختام تصريحاته أن زيادة التدفقات الدولارية الناتجة عن تنشيط السياحة ستؤدي إلى استقرار الجنيه المصري، وانخفاض معدلات التضخم، وتحسن الأسعار، معتبرًا أن المتحف المصري الكبير استثمار استراتيجي في مستقبل مصر، وليس مجرد مشروع أثري أو سياحي.
الأرقام الأولية لزوار المتحف تجاوزت متوسط زوار المتاحف العالمية
من جانبه، وصف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، المتحف المصري الكبير بأنه “هدية مصر للعالم”، لما يتضمنه من كنوز أثرية فريدة تجسد عظمة التاريخ المصري الممتد عبر آلاف السنين.
وأكد مدبولي أن الدولة تراهن على هذا المشروع ليكون نقطة انطلاق جديدة لقطاع السياحة، بما يحقق طفرة في العوائد الاقتصادية، ويعزز من مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، مشيرًا إلى أن الأرقام الأولية لزوار المتحف قبل الافتتاح الرسمي وحتى قبل عرض القاعات الكبرى مثل قاعة الملك توت عنخ آمون، تجاوزت متوسط زوار المتاحف العالمية، وهو ما يعكس حجم الترقب الدولي لهذا الصرح الفريد.
100 ألف قطعة أثرية تنتمي للحضارة الفرعونية
وفي السياق ذاته، أكد الخبير السياحي أيمن عبد اللطيف، عضو غرفة شركات السياحة والفنادق، أن المتحف المصري الكبير يمثل أكبر صرح ثقافي عالمي في مصر، وسيشكل عنوانا جديدا لصورة البلاد أمام العالم.
وقال إن المتحف يضم نحو 100 ألف قطعة أثرية تنتمي للحضارة الفرعونية، ما يجعل مصر الوجهة الوحيدة عالميًا التي تمتلك هذا الكم الهائل من الكنوز الأثرية الفريدة.
وأشار عبد اللطيف إلى أن السياحة ستظل قاطرة الاقتصاد القومي، إذ ترتبط بنحو 74 مهنة وصناعة مساندة، ومن ثم فإن افتتاح المتحف سيحدث أثرا اقتصاديا واسع المدى، سواء من خلال الإيرادات الدولارية المباشرة أو عبر توفير آلاف فرص العمل وتحفيز الصناعات والخدمات المرتبطة بالقطاع السياحي.
1500 غرفة فندقية جديدة وارتفاع نسب الإشغال السياحي
ووفقًا لتقارير متخصصة، تستعد شركات الاستثمار السياحي لاستغلال الزخم المتوقع بعد افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث تم التخطيط لإضافة نحو 1500 غرفة فندقية جديدة بحلول نهاية العام المقبل، باستثمارات تصل إلى 3 مليارات جنيه.
وأوضحت التقارير أن محافظة الجيزة تمتلك حاليًا نحو 9316 غرفة فندقية، وأن هذه التوسعات ستعزز قدرتها الاستيعابية خلال الموسم الشتوي المقبل الذي يتوقع أن يشهد موجة سياحية غير مسبوقة.
كما أظهرت البيانات أن فنادق منطقة الأهرامات تسجل حاليًا نسب إشغال تتراوح بين 60 و70%، مع توقعات بارتفاعها إلى 80% في نوفمبر، وتجاوز 90% في موسم الشتاء، في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بزيارة المتحف فور افتتاحه رسميًا.
وبذلك، يمثل المتحف المصري الكبير أكثر من مجرد مشروع أثري، فهو بوابة لنهضة اقتصادية وسياحية متكاملة، تعيد لمصر مكانتها الحضارية وتفتح أمامها عهدًا جديدا من الريادة الثقافية والاستثمارية على مستوى العالم.
