السبت 01 نوفمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
اقتصاد مصر

المتحف المصري الكبير يفتح الكنز المدفون.. كيف سيؤثر على السياحة المصرية؟

السبت 01/نوفمبر/2025 - 04:47 م
المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

في لحظة تاريخية يسجلها التاريخ اليوم، يفتتح المتحف المصري الكبير أبوابه رسميًا اليوم السبت، بحفل ضخم يضم قادة وزعماء العالم، ليصبح أكبر متحف أثري في العالم مخصصًا لحضارة واحدة.

وهذا الصرح العملاق، الذي استغرق بناؤه أكثر من عقدين وتكلف أكثر من مليار دولار، ليس مجرد مخزن للآثار، بل بوابة مفتوحة على كنوز مدفونة تعيد صياغة هوية مصر الحديثة.

ومع افتتاحه اليوم بحفل ضخم بحضور قادة عالميين، يتوقع الخبراء أن يحدث المتحف طفرة في قطاع السياحة المصرية، الذي يشكل عمودًا فقريًا للاقتصاد الوطني.

وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض الافتتاح، محتويات المتحف، والتأثيرات المتوقعة على السياحة.

حدث تاريخي يجمع العالم في القاهرة

ويأتي افتتاح المتحف المصري الكبير اليوم كذروة لجهود استمرت 23 عامًا، بدءًا من وضع حجر الأساس في 2002 إلى الإعلان الرسمي عن التاريخ في أغسطس 2025.

وسيقام الحفل الليلة بحضور قادة دوليين، ومن المتوقع أن يبدأ المتحف في استقبال الجمهور العام ابتداءً من 4 نوفمبر، مصادفًا الذكرى 103 لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.

وخلال الفتح التجريبي منذ أكتوبر 2024، زاره نحو 1.5 مليون زائر، بمتوسط 4000 يوميًا، مما يشير إلى إمكانيات هائلة.

كنوز المتحف المصري الكبير

ويمتد المتحف على مساحة 500 ألف متر مربع في الجيزة، على بعد كيلومترين من أهرامات الجيزة، ويطل على الهرم الأكبر مباشرة.

ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، منها 50 ألفًا معروضة لأول مرة، تغطي 5000 عام من التاريخ المصري القديم، من العصر ما قبل الأسرات إلى العصر القبطي، وأبرزها مجموعة توت عنخ آمون الكاملة، التي تشمل 5398 قطعة، بما في ذلك القناع الذهبي الشهير، والتي ستعرض في قاعات مخصصة افتتحت اليوم كمرحلة نهائية.

ويتميز التصميم بـ"الدرج العظيم"، الذي يرحب بالزوار بتماثيل عملاقة مثل رمسيس الثاني وسنو سيرت الأول، ويستخدم تقنيات حديثة مثل الواقع الافتراضي والإضاءة الطبيعية عبر واجهات زجاجية تحمي الآثار.

المتحف المصري الكبير

كما يشمل مركز ترميم دوليًا، مكتبة أثرية، وحديقة متحفية تربط المتحف بممشى سياحي طوله 1.27 كم إلى الأهرامات.

تأثير المتحف المصري الكبير على السياحة المصرية

ويعد المتحف وقودًا لإنعاش السياحة المصرية، التي ساهمت بنسبة 3.7% في الناتج المحلي الإجمالي خلال 2024/2025، وهي أعلى مستوى في عقد.

وفي الأشهر التسعة الأولى من 2025، زار مصر 15 مليون سائح، محققًا إيرادات 12.5 مليار دولار، بنمو 21% عن العام السابق.

ويتوقع الخبراء جذب 5-8 ملايين زائر سنويًا للمتحف، مما يرفع إجمالي السياح إلى 18 مليونًا بنهاية 2025، وربما 22 مليونًا في 2026، كما يقول الدكتور عمر القاضي، رئيس هيئة تنشيط السياحة السابق.

وسيطيل المتحف مدة الإقامة في القاهرة والجيزة، حيث تقدر دراسة 2021 أن السياح الثقافيين (أقل من ربع الإجمالي حاليًا) ينفقون أكثر ويبقون أطول.

ويتوقع رفع إشغال الفنادق إلى 85-90% في غرب القاهرة، مع ارتفاع الحجوزات بنسبة 20%، حسب الخبير هشام هزاع.

كما يعزز التنافسية العالمية، مقارنةً باللوفر أو البريطاني، من خلال حملات تسويقية دولية بالشراكة مع تيك توك.

كيف يعيد المتحف رسم خريطة السياحة المصرية؟

ويرى المتحف كجسر بين السياحة الثقافية والشواطئ الحمراء، مما يجذب فئات جديدة مثل عشاق التكنولوجيا. 
كما يعزز المتحف أيضًا الهوية الوطنية، ويساهم في الاقتصاد عبر خلق فرص عمل في الضيافة والترفيه.

وافتتاح المتحف المصري الكبير اليوم ليس مجرد حدث ثقافي، بل تحول استراتيجي يعيد تقديم مصر كوجهة عالمية.

ومع كنوزه المدفونة، سيشعل المتحف شرارة جديدة في السياحة، محولاً التحديات إلى فرص لنمو مستدام.