هنا الفراعنة.. كل ما تريد معرفته عن المتحف المصري الكبير
تسطر مصر اليوم فصلًا جديدًا في تاريخها الممتد عبر سبعة آلاف عام، بافتتاح المتحف المصري الكبير، المشروع الذي طال انتظاره ليصبح شاهدًا على عبقرية حضارة لا تُقارن، ورسالة بصرية وحضارية تخاطب العالم.
من قلب الجيزة، عند الأهرامات، يمثل المتحف المصري الكبير جسرا حضاريا يربط الماضي بالحاضر في لوحة معمارية بديعة تحمل ملامح مصر القديمة بروح القرن الحادي والعشرين.
المتحف المصري الكبير في أرقام
يمثل المتحف المصري الكبير أضخم مشروع ثقافي في تاريخ مصر الحديث، إذ استغرق بناؤه ما يقارب 20 عاما من العمل المتواصل، ليخرج إلى النور تحفة معمارية بلغت تكلفتها 1.2 مليار دولار، صممت لتكون أكبر متحف أثري في العالم، وواحدا من أبرز المشاريع الثقافية التي تعيد رسم صورة مصر على خريطة السياحة الدولية.

تتجاوز مساحة المتحف المصري الكبير نصف مليون متر مربع، وتستوعب بين جنباتها أكثر من 100 ألف قطعة أثرية توثق لمراحل متتابعة من الحضارة المصرية عبر أربعة عصور تاريخية، تبدأ من فجر التاريخ وحتى نهاية العصور الفرعونية، في تجربة استكشافية تمزج بين التاريخ والتكنولوجيا الحديثة لخلق بيئة سردية فريدة للزائرين.
المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون
ويتوسط العرض المتحفي المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، التي تُعرض للمرة الأولى بشكل متكامل، لتعيد إحياء واحدة من أكثر القصص الأثرية إبهارًا في التاريخ الإنساني، وتجعل من زيارة المتحف تجربة استثنائية تمتد من الدهشة إلى التأمل في تفاصيل عبقرية المصري القديم.

ويرى الخبراء أن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يمثل حدثًا أثريًا فحسب، بل نقطة تحول استراتيجية في مسار السياحة المصرية، ورهانا على تحويل المتحف إلى مغناطيس حضاري عالمي يستقطب ملايين الزوار من مختلف دول العالم، خاصة في ظل ما يتمتع به من موقع فريد عند هضبة الأهرامات، وبنية تحتية متطورة تربطه بالعاصمة الإدارية الجديدة وشبكات النقل الذكية.
فيتش: عدد السياح سيصل لـ 20 مليون سائح
وتؤكد وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في أحدث تقاريرها أن المتحف سيكون المحرك الرئيسي لنمو قطاع السياحة المصري خلال السنوات المقبلة، متوقعة أن يسجل القطاع معدل نمو سنوي متوسط يبلغ 5.7% بين عامي 2025 و2029، ليصل عدد الزوار إلى 20.65 مليون سائح، بإيرادات تقارب 19 مليار دولار، ما يعكس الثقة المتزايدة في المقومات السياحية والثقافية لمصر.

ومع هذا الافتتاح، تبدو مصر وكأنها تعيد تقديم نفسها للعالم من جديد، ليس فقط كوجهة سياحية، بل كدولة تمتلك أعمق ذاكرة حضارية على وجه الأرض، قادرة على توظيف ماضيها العظيم لبناء مستقبل أكثر إشراقا.
فالمتحف المصري الكبير ليس مجرد صرح أثري، بل جسر حضاري بين الأزمنة، يروي للعالم قصة الإنسان المصري الذي صنع التاريخ وترك على جدرانه بصمات الخلود.
