الذهب يواصل مكاسبه للشهر الثالث على التوالي رغم تباطؤ الزخم الصعودي
واصلت أسعار الذهب تحقيق مكاسب شهرية للشهر الثالث على التوالي بنهاية تعاملات شهر أكتوبر 2025، مدعومة بتزايد الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل استمرار الضبابية الاقتصادية العالمية، رغم التراجع الطفيف الذي سجله في الجلسات الأخيرة من الشهر نتيجة قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية.
وبحسب بيانات الأسواق العالمية، ارتفع سعر أوقية الذهب بنحو 1.2% خلال أكتوبر، ليستقر عند 2385 دولارًا للأوقية، مقارنة بـ2357 دولارًا في نهاية سبتمبر الماضي، بينما سجل المعدن النفيس في نهاية جلسات الأسبوع الأخير تراجعًا محدودًا بنسبة 0.4% متأثرًا بتحسن أداء الدولار الأمريكي الذي صعد أمام سلة العملات الرئيسية.
وأشار محللون إلى أن مكاسب الذهب الشهرية المتتالية جاءت مدفوعة بعدة عوامل، أبرزها تزايد المخاوف من تباطؤ النمو العالمي وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة، إلى جانب استمرار التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق، والتي دفعت المستثمرين إلى إعادة توازن محافظهم الاستثمارية نحو الذهب.
ورغم ذلك، فقد شهد المعدن الأصفر تباطؤًا في الزخم الصعودي خلال الأسابيع الأخيرة من أكتوبر، مع صدور بيانات أمريكية قوية بشأن سوق العمل والتضخم، ما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيُبقي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مما كان متوقعًا.
وقال تقرير لمجموعة “ماركت ووتش” الأمريكية إن الذهب لا يزال محتفظًا بجاذبيته كأداة تحوط طويلة الأمد، خاصة مع تزايد الحديث عن مخاطر الديون العالمية وتباطؤ النمو في الاقتصادات الكبرى. وأشار التقرير إلى أن الذهب أثبت قدرته على الحفاظ على مكاسبه الشهرية رغم التحديات المرتبطة بقوة العملة الأمريكية، في وقت يفضل فيه المستثمرون تنويع استثماراتهم لتقليل المخاطر.
وفي المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي خلال أكتوبر بنسبة تقارب 0.8%، بدعم من توقعات السياسة النقدية المتشددة للفيدرالي، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى مستوى 4.75%، ما شكل ضغطًا نسبيًا على أسعار الذهب بسبب ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.
من جانبه، أوضح المحلل الاقتصادي “إدوارد مويا” من مؤسسة “أواندا” أن استمرار الذهب في نطاق سعري ضيق بين 2350 و2400 دولار يعكس مرحلة ترقب من المستثمرين قبل صدور بيانات أمريكية جديدة خلال نوفمبر، مضيفًا أن السوق تتعامل بحذر مع توقعات خفض الفائدة التي جرى تأجيلها مجددًا إلى النصف الثاني من عام 2026.
وأشار خبراء إلى أن الطلب القوي من البنوك المركزية حول العالم يواصل دعم المعدن الأصفر، إذ أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن مشتريات البنوك المركزية ارتفعت بنسبة 6% في الربع الثالث من 2025 مقارنة بالعام السابق، وهو ما ساهم في استقرار الأسعار عند مستويات مرتفعة نسبيًا.
ويتوقع محللون أن يظل الذهب مدعومًا في المدى المتوسط بفعل تزايد احتمالات تباطؤ الاقتصاد الأمريكي والعالمي، إلى جانب استمرار العوامل الجيوسياسية وعدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة، في حين قد تشهد الأسعار تحركات محدودة في المدى القصير بفعل تقلبات الدولار والعوائد.
- اسعار الذهب
- الدولار الامريكى
- مجلس الاحتياطي الفيدرالي
- عوائد السندات
- التضخم
- الاقتصاد العالمى
- سوق المعادن
- الملاذ الآمن
- مشتريات البنوك المركزية
- مجلس الذهب العالمي
- التوترات الجيوسياسية
- النمو الاقتصادي
- أماني محسن
- بورصة نيويورك
- السياسة النقدية
- اسعار الفائدة
- الاقتصاد الأمريكي
- سوق السلع
- توقعات الذهب
- أكتوبر 2025
