أسعار النفط ترتفع مع انحسار مخاوف تخمة المعروض واستيعاب الأسواق لقرار "أوبك+"
سجلت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، مع تراجع مؤقت لمخاوف تخمة المعروض في الأسواق، عقب استيعاب المستثمرين لقرار تحالف "أوبك+" القاضي بتقييد الزيادة المقررة في إنتاج شهر نوفمبر المقبل، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على توازن السوق ومنع تدهور الأسعار.
وبحلول الساعة 00:45 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 40 سنتًا أو بنسبة 0.6% لتسجل 65.85 دولارًا للبرميل، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 44 سنتًا أو بنسبة 0.7% ليصل إلى 62.17 دولارًا للبرميل.
وكانت أسعار النفط قد أنهت جلسة الثلاثاء على استقرار نسبي، بعدما وازن المستثمرون بين إشارات على وفرة المعروض العالمي من الخام وقرار تحالف "أوبك+" بزيادة محدودة قدرها 137 ألف برميل يوميًا فقط، وهي أقل زيادة بين الخيارات التي جرت مناقشتها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
ويرى محللون في مجموعة "إيه إن زد" أن الأسواق لا تزال تتعامل بحذر مع التطورات الأخيرة، موضحين أنه "ما لم تُظهر السوق إشارات فعلية على التراجع من خلال ارتفاع المخزونات، فسيواصل المستثمرون التقليل من تأثير زيادات الإنتاج المحدودة"، مشيرين إلى أن الطلب العالمي لا يزال هشًا في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الاقتصادات الكبرى.
في المقابل، ظلت مكاسب النفط محدودة نتيجة انحسار المخاوف من تعطل الإمدادات الروسية، إذ استقرت شحنات الخام الروسي عند مستوياتها المرتفعة، لتسجل أعلى مستوى في نحو 16 شهرًا خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وهو ما خفف من حدة الضغوط التصاعدية على الأسعار.
كما ينتظر المستثمرون صدور بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت لاحق اليوم الأربعاء، وسط توقعات بأن تكشف البيانات عن زيادة في المخزونات الأمريكية للخام، بعد أن أظهرت أرقام معهد البترول الأمريكي ارتفاعًا قدره 2.78 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 3 أكتوبر الجاري، مقابل تراجع في مخزونات البنزين ونواتج التقطير، وهو ما يعكس تباينًا في الطلب على المشتقات البترولية داخل السوق الأمريكية.
وفي السياق ذاته، أفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الثلاثاء بأن إنتاج النفط الأمريكي مرشح لتسجيل رقم قياسي جديد هذا العام، يفوق التقديرات السابقة، مدفوعًا بزيادة الإنتاج في ولايات مثل تكساس ونيو مكسيكو. ويأتي ذلك في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تعزيز صادراتها من الخام لتلبية احتياجات الأسواق الأوروبية والآسيوية وسط استمرار القيود على الإمدادات الروسية والإيرانية.
ويرى مراقبون أن الأسواق النفطية تمر بمرحلة توازن دقيقة، حيث يسعى تحالف "أوبك+" للحفاظ على استقرار الأسعار ضمن نطاق مقبول يتراوح بين 65 و75 دولارًا للبرميل، في ظل الضغوط الاقتصادية العالمية، والمخاوف من تراجع الطلب في الصين وأوروبا، إلى جانب التحديات المرتبطة بتمويل مشاريع الطاقة الجديدة في ظل التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة.
ويؤكد محللون أن أي مؤشرات مستقبلية حول انخفاض المخزونات أو تحسن الطلب العالمي ستدعم الأسعار مجددًا، فيما سيبقى القرار المقبل لتحالف "أوبك+" بشأن سياسة الإنتاج أحد العوامل الحاسمة في تحديد اتجاه السوق خلال الربع الأخير من عام 2025.
