الإثنين 08 سبتمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

الذهب يحافظ على تماسكه قرب ذروة قياسية بدعم رهانات خفض الفائدة الأمريكية

الإثنين 08/سبتمبر/2025 - 09:48 ص
الذهب
الذهب

حافظ الذهب على تماسكه قرب مستويات قياسية يوم الاثنين، مستفيدًا من توقعات قوية بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة هذا الشهر، في خطوة تعكس التحول في سياسة التشديد النقدي بعد صدور بيانات ضعيفة عن سوق العمل الأمريكي.

واستقر الذهب الفوري عند 3586.81 دولار للأونصة بحلول الساعة 01:21 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس يوم الجمعة الماضية مستوى تاريخيًا بلغ 3599.89 دولار، وهو أعلى مستوى مسجل حتى الآن. في المقابل، تراجعت العقود الآجلة الأمريكية للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.7% لتصل إلى 3626.10 دولار للأونصة.

وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في شركة «كابيتال دوت كوم»، إن «المحرك الأساسي وراء صعود الذهب في الفترة الأخيرة هو بيانات الوظائف الأمريكية، والتوقعات بأن الفيدرالي قد يخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعه لشهر سبتمبر». وأضاف أن الاحتمال ما يزال ضعيفًا لكنه يمثل تحوّلًا مهمًا عن التقديرات السابقة، مشيرًا إلى أن «كل الرياح المواتية تدعم المعدن الأصفر حاليًا، وإذا لم نشهد بيانات تضخم مفاجئة هذا الأسبوع، فإن اختبار مستوى 3600 دولار يبدو مرجحًا».

وجاءت هذه التوقعات بعد أن أظهرت بيانات سوق العمل في أغسطس تباطؤًا ملحوظًا في نمو الوظائف، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ نحو أربع سنوات، ما عزز مبررات التحفيز النقدي. وبحسب أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، فإن الأسواق تسعّر خفضًا للفائدة بواقع 25 نقطة أساس في سبتمبر، مع وجود فرصة بنسبة 8% لخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس.

ويُنظر إلى الذهب تقليديًا باعتباره ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، كما أن خفض الفائدة يقلّص تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن النفيس غير المربح، ويضغط في الوقت ذاته على الدولار الأمريكي، ما يجعل الذهب أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى. وتتجه الأنظار الآن إلى تقرير التضخم الأمريكي المنتظر صدوره يوم الخميس، والذي قد يلعب دورًا حاسمًا في تحديد حجم الخفض المرتقب.

على صعيد الأداء السنوي، قفز الذهب بنسبة 37% منذ بداية عام 2025، بعد أن كان قد أنهى عام 2024 على ارتفاع بنسبة 27%، مدفوعًا بمجموعة من العوامل أبرزها ضعف الدولار، وزيادة مشتريات البنوك المركزية، وتيسير السياسة النقدية عالميًا، إضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي.

وفي هذا السياق، واصل البنك المركزي الصيني دعم احتياطياته من الذهب للشهر العاشر على التوالي في أغسطس، في خطوة تؤكد الاتجاه العالمي المتنامي نحو تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار. كما أظهرت بيانات لجنة تداول السلع الآجلة الأمريكية أن المضاربين رفعوا صافي المراكز الطويلة في الذهب بمقدار 20,740 عقدًا ليصل الإجمالي إلى 168,862 عقدًا حتى 2 سبتمبر، ما يعكس الثقة المتزايدة في استمرار صعود المعدن.

أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت تحركات متفاوتة؛ إذ تراجع الفضة الفوري بنسبة 0.5% إلى 40.75 دولار للأونصة، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% إلى 1374.35 دولارًا، بينما استقر البلاديوم عند 1109.71 دولارًا للأونصة.

ويرى محللون أن الذهب قد يظل في مسار صعودي خلال الفترة المقبلة إذا استمر تراجع الدولار وتزايدت رهانات خفض الفائدة، مؤكدين أن الوصول إلى مستويات أعلى من 3600 دولار سيعتمد بشكل رئيسي على بيانات التضخم الأمريكية المقبلة وتوجهات السياسة النقدية للفيدرالي.