الذهب يتعافى والفضة تتجاوز 61 دولارًا قبل قرار الفيدرالي الأمريكي
سجّلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات الأربعاء، مدعومة بحالة الترقب التي تسيطر على المستثمرين في الأسواق العالمية قبل صدور قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن مسار أسعار الفائدة. وفي الوقت الذي حافظ فيه الذهب على مكاسبه المحدودة، واصلت الفضة اندفاعها القوي متجاوزة حاجز 61 دولارًا للأوقية، في أداء هو الأقوى منذ سنوات.
وبحلول منتصف الجلسة، ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 4215.61 دولار للأوقية، فيما صعدت عقود الذهب الأميركية الآجلة لشهر فبراير بنسبة مماثلة لتسجل 4244.70 دولار للأوقية. ويأتي هذا الارتفاع وسط توقعات متزايدة بأن يُقدِم الفيدرالي على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المرتقب.
في المقابل، خطفت الفضة الأضواء من المعدن الأصفر بعدما ارتفعت بنسبة 0.6% لتصل إلى 61.06 دولار للأوقية، عقب تسجيلها مستوى قياسيًا جديدًا عند 61.37 دولار في وقت سابق من الجلسة. وتستفيد الفضة في الوقت الراهن من مجموعة من العوامل الأساسية، أبرزها انخفاض المخزونات العالمية وتزايد الطلب الصناعي، خصوصًا من قطاعات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا.
وأكد براين لان، المدير التنفيذي لشركة GoldSilver Central، أن حركة الذهب لا تزال محدودة النطاق في ظل انتظار المستثمرين لنتائج اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، وما سيطرحه رئيس الفيدرالي جيروم باول في مؤتمره الصحفي المقرر بعد صدور القرار بنصف ساعة. وأشار لان إلى أن الأسواق باتت تُسعِّر بالفعل خطوة خفض الفائدة، لكن تأثيرها الفعلي سيعتمد على نبرة خطاب باول وتوقعاته للاقتصاد الأميركي خلال عام 2026.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه توقعات بعض المحللين إلى إمكانية مزيد من خفض الفائدة خلال العام المقبل، رغم تحذيرات بعض المستشارين الاقتصاديين، ومنهم مستشار البيت الأبيض كيفين هاسيت، الذي قال إن التضخم المرتفع قد يُبطئ وتيرة التيسير النقدي، رغم وجود «مساحة كبيرة» لتحفيز السيولة عبر خفض الفائدة.
وتُعدّ أسعار الذهب من أكثر الأصول حساسية تجاه تحركات الفائدة، إذ يؤدي انخفاضها إلى تعزيز جاذبية الأصول غير المولدة للعائد، مثل الذهب، وهو ما يمنح المعدن الأصفر دعمًا إضافيًا في المرحلة القادمة.
وبحسب خبراء السوق، تشهد الفضة اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين بفضل انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة، بالإضافة إلى ارتفاع الطلب عليها في الأسواق الرئيسية مثل الهند. وذكر تقرير صادر عن معهد الفضة العالمي أن الطلب الصناعي على المعدن سيواصل الارتفاع حتى عام 2030، مدفوعًا بالتحول العالمي للطاقة النظيفة وارتفاع استخدام الفضة في تصنيع السيارات الكهربائية، الألواح الشمسية، مراكز البيانات، وأنظمة الذكاء الاصطناعي.
كما استفادت الفضة من انخفاض المخزونات العالمية، إضافة إلى إدراجها مؤخرًا ضمن قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة، ما عزز الاهتمام الاستثماري بها ورفع مستويات التداول.
وفي المقابل، سجّل البلاتين تراجعًا بنسبة 1.2% ليصل إلى 1669.70 دولار للأوقية، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 0.2% ليسجل 1503.26 دولار.
