العقود الآجلة للنحاس ترتفع بدعم من الطلب القوي في الصين

سجّلت أسعار النحاس ارتفاعاً في تعاملات الثلاثاء بالبورصات العالمية، مدفوعة بالطلب القوي من الصين، أكبر مستهلك للمعادن الصناعية في العالم، وذلك رغم استمرار المخاوف المرتبطة بالحرب التجارية وصعود الدولار الذي ضغط نسبياً على معنويات المستثمرين.
فقد صعد عقد النحاس لثلاثة أشهر في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.44% ليصل إلى 9,927 دولاراً للطن المتري بحلول الساعة 02:14 بتوقيت غرينتش. وفي المقابل، ارتفع العقد الأكثر تداولاً للنحاس في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة بنسبة 0.25% ليبلغ 79,910 يوان (ما يعادل 11,171.69 دولاراً) للطن.
ويعكس هذا الأداء استمرار القوة النسبية في الطلب الصيني على النحاس، وهو ما أشار إليه محللون في بنك ANZ الذين أكدوا أن "الطلب على النحاس أظهر صموداً ملحوظاً، مدعوماً بالنشاط الصناعي القوي في الصين، رغم المخاوف من تداعيات الحرب التجارية على مستويات الاستهلاك". وأوضحوا أن امتناع الولايات المتحدة عن فرض رسوم جديدة على استيراد النحاس المكرر ساهم في تهدئة بعض الضغوط، إلا أن التوقعات ما تزال متباينة بشأن اتجاه الأسعار في المدى المتوسط.
في السياق ذاته، لفت محللون في ING إلى أن تقرير الوظائف الأميركي المرتقب صدوره يوم الجمعة سيكون عاملاً رئيسياً في توجيه حركة السوق، حيث تشير التوقعات إلى ضعف سوق العمل، الأمر الذي قد يعزز المبررات لخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. ويعتبر النحاس من السلع الحساسة لتغيرات النمو الاقتصادي العالمي، إذ يُستخدم على نطاق واسع في قطاعات البناء والبنية التحتية والتكنولوجيا، ما يجعل تحركاته مؤشراً على اتجاهات النشاط الصناعي.
وتعززت التوقعات الإيجابية بالنسبة للصين بعد صدور مسح خاص لمؤشر مديري المشتريات، أظهر أن نشاط المصانع في أغسطس توسع بأسرع وتيرة في خمسة أشهر، مدفوعاً بزيادة الطلبيات الجديدة، وهو ما يرسخ صورة إيجابية عن استمرار الطلب القوي على المواد الخام والمعادن الأساسية، وفي مقدمتها النحاس.
في المقابل، واصل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، صعوده ليسجل 97.709 بارتفاع 0.1%. ويؤدي ارتفاع الدولار عادةً إلى جعل الأصول المقومة به أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب، ما يفرض ضغوطاً نسبية على أسعار السلع الأساسية ومن بينها النحاس.
ويترقب المستثمرون في المرحلة المقبلة توازن العوامل المؤثرة في أسعار النحاس، بين مؤشرات الطلب القوي من الصين والإشارات السلبية من الاقتصاد الأميركي والعالمي. ففي الوقت الذي يظل فيه التصنيع الصيني داعماً للأسعار، فإن استمرار قوة الدولار واحتمال تباطؤ النمو العالمي قد يحدان من مكاسب المعدن الأحمر.
ويرى مراقبون أن مسار النحاس في الأسابيع المقبلة سيظل مرتبطاً بالتطورات الاقتصادية في الصين والولايات المتحدة على حد سواء، خاصة ما يتعلق بالسياسات النقدية الأميركية ومستويات الإنتاج الصناعي الصيني، وسط حالة من الترقب تسود الأسواق العالمية.