النحاس يواصل مكاسبه مدعوماً بشح الإمدادات وتراجع الدولار

واصلت أسعار النحاس مكاسبها في بداية تعاملات الأسبوع، مدفوعة بمزيج من العوامل التي تتصدرها مؤشرات شح المعروض عالمياً وتراجع الدولار الأمريكي، مما عزز شهية المستثمرين تجاه المعدن الصناعي الأبرز في الأسواق العالمية.
ففي بورصة لندن للمعادن، ارتفع عقد النحاس لثلاثة أشهر بنسبة 0.24% ليصل إلى 9,926 دولاراً للطن المتري بحلول الساعة 02:29 بتوقيت غرينتش، متجهاً لتحقيق مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي. كما صعد العقد الأكثر تداولاً في بورصة شنغهاي بنحو 0.66% ليبلغ 79,740 يواناً (11,148 دولاراً) للطن، في إشارة إلى استمرار الزخم الإيجابي في الأسواق الآسيوية.
ويرى محللون لدى بنك «إيه إن زد» أن تحسن هوامش الاستيراد وارتفاع العلاوة الفورية على النحاس يشيران إلى وجود ضغوط متزايدة على جانب المعروض، ما يعزز التوقعات بمواصلة الأسعار صعودها خلال الأسابيع المقبلة. وأضاف المحللون أن التباطؤ المتوقع في إنتاج النحاس المكرر يضفي مزيداً من الدعم على معنويات السوق، في وقت يظل فيه الطلب الصناعي في الاقتصادات الكبرى مستقراً رغم تباطؤ النمو العالمي.
وفيما يتعلق بالإنتاج، أظهرت بيانات رسمية أن تشيلي، أكبر منتج عالمي للنحاس، سجلت زيادة طفيفة في إنتاج المعدن بلغت 0.3% على أساس سنوي في يوليو الماضي، مقابل نمو قوي نسبته 12% في الشهر السابق. ويعكس هذا التراجع الحاد في وتيرة النمو الضغوط التي تواجهها عمليات التعدين في البلاد، بما في ذلك التحديات اللوجستية والبيئية، وهو ما قد يؤدي إلى تضييق إضافي في الإمدادات العالمية.
على الجانب الآخر، لعب ضعف الدولار الأمريكي دوراً بارزاً في دعم أسعار النحاس، إذ انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.04% ليصل إلى 97.79 نقطة، بعد أن سجل تراجعاً شهرياً بأكثر من 2%. ويُنظر عادة إلى تراجع الدولار على أنه عامل محفز للطلب على السلع المقومة به، حيث تصبح أقل تكلفة بالنسبة للمستثمرين وحائزي العملات الأخرى، مما يعزز جاذبية النحاس والمعادن الصناعية بشكل عام.
وفي سوق المعادن الأخرى، شهدت بورصة لندن للمعادن أداءً متبايناً، حيث تراجع الألومنيوم بنسبة 0.15% ليصل إلى 2,611.5 دولار للطن، وانخفض القصدير 0.74% إلى 34,760 دولاراً، بينما ارتفع النيكل 0.42% مسجلاً 15,485 دولاراً، وصعد الرصاص 0.13% إلى 1,993.5 دولار، والزنك 0.16% إلى 2,823.5 دولار للطن.
أما في بورصة شنغهاي، فقد سجل الألومنيوم تراجعاً نسبته 0.51%، والرصاص 0.06%، والقصدير 1.16%، فيما ارتفع النيكل 1.67% والزنك 0.36%. ويعكس هذا التباين حالة الحذر التي تسيطر على المستثمرين في ظل ترقب بيانات اقتصادية جديدة من الصين والولايات المتحدة، قد تحدد اتجاهات الطلب العالمي على المعادن خلال الفترة المقبلة.
ويجمع خبراء الأسواق على أن استمرار ضعف الدولار وتقلص الإمدادات من الدول الرئيسية المنتجة للنحاس سيبقيان الأسعار في مسار صعودي على المدى القصير. غير أن احتمالات تباطؤ الاقتصاد الصيني، باعتباره أكبر مستهلك للنحاس في العالم، تظل عاملاً مؤثراً قد يكبح مكاسب المعدن الأحمر إذا ما انعكس على وتيرة الطلب الصناعي.