الخميس 07 أغسطس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

اليورو يحقق مكاسب جديدة أمام الدولار وسط ترقب قرارات بنك إنجلترا ومحادثات السلام في أوكرانيا

الخميس 07/أغسطس/2025 - 01:33 م
أسعار اليورو اليوم
أسعار اليورو اليوم

ارتفع اليورو إلى أعلى مستوياته في أكثر من أسبوع ونصف مقابل الدولار الأمريكي، مدعومًا بتراجع العملة الخضراء، وترقّب المستثمرين لقرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة، في ظل مؤشرات محتملة على إحراز تقدم في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مما عزز شهية المخاطرة في الأسواق الأوروبية.

وبلغ سعر صرف اليورو صباح الخميس نحو 1.0985 دولارًا، وهو المستوى الأعلى منذ 24 يوليو، مدفوعًا بعوامل متعددة أهمها ضعف أداء الدولار وتزايد الثقة النسبية في الاقتصاد الأوروبي، رغم استمرار التحديات التضخمية وضعف النشاط الصناعي.

ضعف الدولار يفتح المجال أمام العملات الأخرى

يأتي تراجع الدولار الأمريكي في وقت تشير فيه البيانات الاقتصادية إلى تباطؤ التضخم الأساسي في الولايات المتحدة، وهو ما يقلل من احتمالات أن يُقدِم الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة مجددًا خلال اجتماعاته المقبلة، بعد سلسلة من الزيادات الحادة التي أطلقها منذ عام 2022.

وتراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى لها في أسبوع، مما قلّص من جاذبية الدولار أمام العملات الرئيسية، وأتاح لليورو فرصة لتقليص بعض خسائره التي تكبّدها خلال الشهور الماضية.

وبحسب تقرير صدر عن بنك "Commerzbank"، فإن "ضعف الدولار في الوقت الراهن يعكس تزايد القناعة بأن الفيدرالي الأمريكي قد وصل إلى ذروة دورة التشديد النقدي"، مع التأكيد على أن تحركات اليورو لا تزال مرتبطة بشكل كبير بالعوامل الجيوسياسية ومؤشرات الثقة في أوروبا.

الأسواق تترقّب بنك إنجلترا

وفي بريطانيا، يترقّب المستثمرون نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا، المتوقع أن يقرّر رفعًا جديدًا في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، استجابة لتضخم يتجاوز المعدلات المستهدفة بشكل واضح.

ويتابع المتداولون عن كثب اللهجة التي سيتبناها البنك المركزي البريطاني، خاصة ما يتعلق بالتوجيه المستقبلي للسياسة النقدية، في وقت تواجه فيه الحكومة البريطانية ضغوطًا متزايدة من قطاعات الأعمال والأسر نتيجة ارتفاع كلفة المعيشة.

وتؤثر قرارات بنك إنجلترا بشكل غير مباشر على اليورو، لا سيما في حال حصول تحركات كبيرة في الجنيه الإسترليني الذي يشكل وزنًا مهمًا في مؤشر الدولار الأميركي.

آمال بحل سلمي للنزاع في أوكرانيا

على الصعيد الجيوسياسي، شهدت الأسواق دفعة معنوية بعد تقارير أشارت إلى لقاء غير معلن في جنيف ضم ممثلين عن دول أوروبية والولايات المتحدة ووسطاء دوليين بهدف استئناف المحادثات بين موسكو وكييف.

ورغم غياب التصريحات الرسمية من الجانبين، إلا أن أي انفراجة محتملة في هذا الملف قد تُسهم في خفض أسعار الطاقة وتخفيف الضغط على الاقتصادات الأوروبية التي تأثرت بشدة من الحرب الدائرة منذ فبراير 2022.

وتُعدّ هذه الآمال بعقد هدنة أو تسوية مؤقتة من بين العوامل التي رفعت معنويات الأسواق الأوروبية، وزادت من الطلب على الأصول المقومة باليورو، في وقت تبحث فيه الأسواق العالمية عن مؤشرات على الاستقرار الجيوسياسي.

مخاوف قائمة رغم التحسّن

ورغم التحركات الإيجابية لليورو، حذر محللون من أن أي انتكاسة على الصعيد السياسي في أوكرانيا، أو مفاجآت تضخمية في أوروبا، قد تعيد الضغط على العملة الأوروبية الموحدة.

ويُنتظر أن تصدر الأسبوع المقبل بيانات النمو للربع الثاني من منطقة اليورو، وسط توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي في ألمانيا وفرنسا، وهو ما سيُعيد التساؤلات حول قدرة البنك المركزي الأوروبي على التوازن بين التضخم والركود المحتمل.