السيسي ونظيره الفيتنامي يشهدان توقيع اتفاقية لتعميق الشراكة الاقتصادية بين القاهرة وهانوي

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، ونظيره الفيتنامي "لوونج كوونج"، توقيع مذكرة تفاهم جديدة بين مصر وجمهورية فيتنام الاشتراكية، وذلك في إطار توطيد العلاقات الثنائية ودعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين. وقد جاءت المذكرة التي وقّعتها الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، مع السيدة "فان ثي ثانغ"، نائبة وزير الصناعة والتجارة الفيتنامية، كمحور رئيسي ضمن فعاليات القمة الرئاسية المشتركة التي جمعت الزعيمين.
وتعكس مذكرة التفاهم رغبة الجانبين في تعزيز التعاون في مجالات التنمية الاقتصادية والتجارة والاستثمار، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتنويع مجالات التعاون الدولي، لا سيّما في ظل التحديات العالمية الراهنة. وقد أكدت وزيرة التخطيط أن الاتفاق يُعد خطوة متقدمة نحو تعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، من خلال التركيز على ملفات حيوية مثل الاقتصاد الرقمي، وتغير المناخ، والتنمية الخضراء، والطاقة المتجددة، وتوطين الصناعة، والخدمات اللوجستية، بمشاركة فاعلة من القطاع الخاص.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة المشاط أن اللجنة الوزارية المشتركة بين مصر وفيتنام لعبت منذ تأسيسها عام 1997 دورًا محوريًا في تعزيز التعاون الثنائي، حيث انعقدت خمس دورات حتى الآن، وأسفرت عن نتائج ملموسة في مجالات متعددة. وأشارت إلى أن المذكرة الجديدة تأتي في سياق الإعداد للدورة السادسة المرتقبة من اللجنة المشتركة، والتي يُنتظر أن تُسهم في وضع آليات تنفيذية للاتفاقيات والمبادرات المتفق عليها، وخاصة تلك التي تمخضت عن لقاء الزعيمين في القاهرة.
كما تناولت المذكرة عددًا من المحاور الأساسية، من أبرزها تعزيز الحوار حول السياسات العامة، وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة، وتنمية القدرات المؤسسية، وذلك في إطار التعاون بين دول الجنوب، ودعم المعرفة كأداة مركزية لبناء الشراكات الفعالة بين الدول النامية.
وخلال الزيارة، عقدت وزيرة التخطيط لقاءً رفيع المستوى مع نائب رئيس وزراء فيتنام، تم خلاله استعراض سبل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه على مستوى القيادتين السياسيتين، والتأكيد على أهمية دفع التعاون الاقتصادي نحو آفاق أوسع، بما يحقق مصالح الشعبين الصديقين.
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات المصرية الفيتنامية تعود إلى ستينيات القرن الماضي، وقد شهدت تطورًا لافتًا خلال السنوات الأخيرة، لا سيّما بعد الزيارة التاريخية التي أجراها الرئيس السيسي إلى فيتنام عام 2017، والتي مثّلت أول زيارة لرئيس مصري إلى هذا البلد الآسيوي، وأسفرت عن توقيع عدة وثائق تعاون في مجالات متنوعة.