الين الياباني يلتقط أنفاسه مع ترقب رفع أسعار الفائدة
سجل الين الياباني مكاسب محدودة، اليوم الاثنين، بعد تراجعه في نهاية الأسبوع الماضي، عقب نشر محضر اجتماع بنك اليابان، في وقت يقيّم فيه المتعاملون توقيت أي زيادات إضافية في أسعار الفائدة واحتمال التدخّل في سوق الصرف، فيما حدّت سيولة نهاية العام من تحرّكات العملات الأوروبية.
وأظهر ملخّص الآراء الصادر عن اجتماع السياسة النقدية لشهر ديسمبر أن مسؤولي بنك اليابان، ناقشوا ضرورة مواصلة رفع أسعار الفائدة.
كانت وزيرة المالية اليابانية، ساتسوكي كاتاياما، قد أكدت الأسبوع الماضي أن لدى اليابان كامل هامش المناورة، للتعامل مع التحركات المفرطة للين. وأسهمت هذه التحذيرات في الحدّ من المراكز على زوج الدولار/ين، إلا أن النظرة السلبية تجاه العملة اليابانية لا تزال واضحة على تقاطعات أخرى، بحسب بارت واكاباياشي، مدير مكتب طوكيو لدى «ستيت ستريت» في حديث لـ«رويترز».
وقال واكاباياشي: «أعتقد أن الاحتفاظ بمراكز شراء على الين مؤلم إلى حدّ كبير»، مضيفا: «نلاحظ بروز مراكز بيع على الين مقابل عملات أخرى، ولا سيما مقابل الدولار الأسترالي». وتابع: «السوق لا تزال تحاول فهم دور الين اليوم كملاذ آمن».
وتراجع الدولار بنسبة 0.17% إلى 156.3 ين، بعد ارتفاعه 0.45% يوم الجمعة، وبلغ الدولار الأسترالي 105.15 ين، وهو أعلى مستوى له منذ يوليو 2024.
في المقابل، تراجع اليورو بشكل طفيف إلى 1.1760 دولار، وانخفض الجنيه الإسترليني 0.1% إلى 1.3486 دولار، ما أبقى مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات، مرتفعاً بشكل هامشي عند 98.12 نقطة.
كان «بنك اليابان» قد رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 0.75% في ديسمبر، وهو أعلى مستوى منذ 30 عاماً، مقارنة بـ0.5% سابقا.
وأظهر محضر الاجتماع أن عددا كبيرا من أعضاء المجلس يرى ضرورة الاستمرار في رفع الفائدة، نظرا إلى بقاء المعدلات الحقيقية سلبية للغاية بعد احتساب التضخم.
غير أن هذه الخطوة لم توقف تراجع الين، الذي انخفض إلى 157.78 مقابل الدولار في 19 ديسمبر، ما استدعى تحذيرات من التدخل.
وكانت اليابان قد تدخلت فعليا في السوق في يوليو 2024 بشراء الين، بعد أن لامس أدنى مستوى له في 38 عاما عند 161.96.
في ظل غياب بيانات اقتصادية كبرى هذا الأسبوع وتراجع أحجام التداول مع اقتراب عطلات رأس السنة في العديد من الأسواق، تصدرت التطورات الجيوسياسية المشهد، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إنّه والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باتا «قريبين جدا، وربما قريبين للغاية» من التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، رغم إقرارهما بوجود نقاط لا تزال عالقة.
في آسيا، استمر التوتر مع قيام الصين بنشر وحدات عسكرية حول تايوان استعدادا لمناورات بالذخيرة الحية مقررة الثلاثاء.
وفي كوريا الشمالية، أعلنت وسائل إعلام رسمية أن الزعيم كيم جونغ أون أشرف الأحد على إطلاق صواريخ بعيدة المدى، فيما أفادت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية بإمكانية إجراء اختبارات إضافية مع اقتراب رأس السنة.
وتتجه أنظار الأسواق هذا الأسبوع إلى صدور محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، يوم الثلاثاء.
وكان الاحتياطي الفيدرالي، خفض أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير، وتوقع خفضا واحدا إضافيا فقط العام المقبل، في حين يراهن المستثمرون على خفضين إضافيين على الأقل.
فيما قال محللو «جولدمان ساكس» في مذكرة إن اللجنة عدلت بيانها بعد الاجتماع للإشارة إلى أن تحقيق مزيد من خفض الفائدة سيكون أكثر صعوبة، وشدد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، على هذه الرسالة خلال مؤتمره الصحفي»، مضيفين أنهم يتوقعون أن تعكس محاضر ديسمبر الخلافات المستمرة بين أعضاء اللجنة بشأن المسار المناسب للسياسة النقدية على المدى القريب.
وفي ختام التعاملات، تراجع الدولار الأسترالي 0.36% إلى 0.6688 دولار، في حين انخفض الفرنك السويسري بشكل طفيف إلى 0.7904 مقابل الدولار.
