الأسهم العالمية تتماسك قرب مستويات قياسية.. والفضة تهوي بعد قفزة تاريخية
تواصلت موجة الصعود في الأسواق المالية العالمية مع اقتراب نهاية العام، حيث تمسكت مؤشرات الأسهم الكبرى بمستويات قياسية، في وقت شهدت فيه أسعار الفضة تقلبات حادة بعد صعود تاريخي تجاوزت خلاله حاجز 80 دولارًا للأونصة قبل أن تتراجع بقوة.
سجل مؤشر MSCI العالمي — وهو أحد أوسع المؤشرات التي تقيس أداء الأسهم حول العالم — ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% خلال تداولات الإثنين، بعد مكاسب بلغت 1.4% الأسبوع الماضي قادته إلى أعلى مستوى تاريخي. وتدعم هذا الأداء موجة من التفاؤل المرتبطة بصعود نهاية العام وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
في المقابل، تعرضت الفضة لهبوط حاد عقب ارتفاعها إلى مستوى تاريخي، مدفوعة باختلالات ملحوظة بين العرض والطلب ونقص في المخزونات الصناعية. وشهدت أسعار الذهب كذلك تراجعًا طفيفًا، رغم استمرار جذب المعادن النفيسة كملاذ آمن.
وارتفعت الأسهم الآسيوية بنحو 0.5%، بقيادة أسهم التكنولوجيا والتعدين، بينما تحركت العقود الآجلة الأمريكية على انخفاض طفيف بعد إغلاق مؤشر S&P 500 قرب مستوى قياسي. كما قفز النحاس بأكثر من 5% في لندن، مسجلًا مستوى جديدًا غير مسبوق.
ويرى محللون أن المعادن النفيسة أصبحت من أكثر القطاعات نشاطًا خلال الأشهر الأخيرة، مدعومة بارتفاع مشتريات البنوك المركزية والتدفقات إلى صناديق المؤشرات، إلى جانب ثلاثة تخفيضات متتالية للفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، مع رهان المستثمرين على مزيد من التيسير النقدي في 2026.
وفي سوق الفضة، وصف محللون الوضع بأنه “فقاعة تاريخية محتملة”، مشيرين إلى الطلب المرتفع من الصناعات المرتبطة بالطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي — مثل الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية ومراكز البيانات — بالتزامن مع تراجع المخزونات العالمية، ما دفع العلاوات السعرية إلى مستويات قياسية.
على الجانب الجيوسياسي، ساهمت التوترات في فنزويلا والعمليات العسكرية الأمريكية ضد تنظيمات متطرفة في إفريقيا في تعزيز جاذبية المعادن النفيسة، بينما لفتت الأنظار تصريحات الرئيس الأمريكي حول تقدم محتمل في محادثات السلام مع أوكرانيا.
وفي الصين، أظهرت البيانات تراجع أرباح الشركات الصناعية للشهر الثاني على التوالي، ما ضغط على الأسهم الصينية، رغم تأكيد بكين عزمها توسيع الإنفاق المالي لدعم النمو خلال 2026. كما ارتفعت أسهم شركات الدفاع بعد إعلان مناورات عسكرية قرب تايوان.
وفي أسواق الطاقة، صعدت أسعار النفط بدعم توقعات تعافي الطلب الصيني العام المقبل، رغم استمرارها في مسار هابط شهريًا، بينما ارتفعت عملة “بتكوين” وتراجع الدولار بشكل طفيف.
ويؤكد محللون أن اتجاهات الذكاء الاصطناعي ومسار أسعار الفائدة الأمريكية سيشكلان العاملين الأكثر تأثيرًا على أداء الأسهم خلال عام 2026، في وقت تواصل فيه الأسواق البحث عن توازن بين فرص النمو ومخاطر التقلبات.
