قفزة قوية في أسعار الذهب بمصر اليوم الجمعة بدعم من صعود الأونصة عالميًا
شهد سوق الذهب المحلي في مصر ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، نجح خلاله المعدن النفيس في اختراق نطاق التداول العرضي الذي سيطر على حركة الأسعار خلال الأسابيع السابقة، مدعومًا بعدة عوامل في مقدمتها صعود أسعار أونصة الذهب في الأسواق العالمية، إلى جانب استقرار حركة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه داخل البنوك المصرية.
وجاء هذا الارتفاع انعكاسًا مباشرًا للتحركات الإيجابية للذهب عالميًا، في ظل تصاعد حالة عدم اليقين بشأن مستقبل السياسة النقدية العالمية، وتزايد الإقبال على الذهب كملاذ آمن، بالتزامن مع هدوء نسبي في سوق الصرف المحلي، ما أتاح لأسعار الذهب التحرك وفقًا للتغيرات العالمية دون ضغوط ناتجة عن تقلبات سعر العملة.
وبحسب آخر تحديث لأسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 18 ديسمبر 2025، سجل سعر عيار 24 نحو 6606 جنيهات للجرام، ليواصل تحقيق مكاسب واضحة مقارنة بمستوياته السابقة، في حين بلغ سعر عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المحلية – نحو 5780 جنيهًا للجرام، مدفوعًا بزيادة الطلب وتحسن شهية الشراء لدى بعض المستثمرين.
وسجل سعر عيار 18 نحو 4954 جنيهًا للجرام، بينما ارتفع سعر الجنيه الذهب إلى نحو 46240 جنيهًا، في مؤشر واضح على تحسن أداء السوق المحلي، واستمرار ارتباطه الوثيق بالتغيرات العالمية في سعر الأونصة.
ولا تزال الأسواق العالمية تركز بشكل أساسي على تطورات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خاصة بعد أن قرر البنك المركزي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه الأخير، في قرار اتسم بانقسام واضح بين أعضاء لجنة السياسة النقدية، وسط مخاوف متزايدة من استمرار معدلات التضخم المرتفعة، وعدم وضوح الرؤية بشأن مستقبل سوق العمل الأمريكي.
وأشار الفيدرالي في بيانه إلى احتمال التوقف المؤقت عن خفض الفائدة خلال الاجتماعات المقبلة، وهو ما عزز من تقلبات الأسواق، ودفع المستثمرين إلى إعادة تقييم مراكزهم الاستثمارية، مع زيادة الإقبال على الذهب باعتباره أداة تحوط رئيسية في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
ومن جهة أخرى، تلقى الذهب دعمًا إضافيًا من تحركات البنوك المركزية، حيث أعلن البنك المركزي الصيني عن مواصلة تعزيز احتياطياته من الذهب للشهر الثالث عشر على التوالي، بعدما أضاف نحو 0.9 طن خلال شهر نوفمبر، لترتفع إجمالي حيازاته إلى نحو 2305 أطنان، بما يمثل حوالي 8.3% من احتياطيات النقد الأجنبي للصين.
ويرى محللون أن استمرار مشتريات البنوك المركزية، إلى جانب توقعات السياسة النقدية العالمية، سيظل عاملًا داعمًا لأسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، مع ترقب الأسواق لأي مستجدات قد تؤثر على حركة الدولار وأسعار الفائدة عالميًا، وهو ما ينعكس بدوره على السوق المحلي في مصر.
