الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
أخبار

ضغوط ترمب تعصف بقطاع النفط الفنزويلي وتلوّح بتوقف الآبار

الخميس 18/ديسمبر/2025 - 08:45 ص
النفط الفنزويلي
النفط الفنزويلي

قد تجد فنزويلا نفسها مضطرة خلال أيام قليلة إلى إغلاق عدد من آبار النفط، في تطور يعكس تصاعد الضغوط الناتجة عن الحصار الأمريكي المشدد على قطاعها النفطي، وتجميد حركة الشحن، وتكدّس الناقلات في المياه الإقليمية، وسط مخاوف متزايدة من امتلاء سعات التخزين إلى الحد الأقصى.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن مرافق التخزين الرئيسية التابعة لشركة “بتروليوس دي فنزويلا” المملوكة للدولة، إلى جانب الناقلات الراسية في الموانئ، تمتلئ بوتيرة متسارعة، وقد تصل إلى طاقتها القصوى خلال نحو عشرة أيام. وفي حال حدوث ذلك، قد تضطر الشركة إلى إغلاق بعض الآبار، رغم أن إنتاجها يقترب حاليًا من مليون برميل يوميًا.

وتأتي هذه التطورات بعد مصادرة ناقلة نفط الأسبوع الماضي، إلى جانب إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب فرض ما وصفته بـ“حصار كامل” على الناقلات الخاضعة للعقوبات الداخلة إلى فنزويلا والخارجة منها، في إطار حملة تستهدف تجفيف عائدات النفط التي يعتمد عليها نظام الرئيس نيكولاس مادورو. كما صنّفت الإدارة الأمريكية النظام الفنزويلي كـ“منظمة إرهابية أجنبية”، ما زاد من عزلة قطاع النفط في البلاد.

في المقابل، أكدت شركة “شيفرون” الأمريكية أنها تواصل الإنتاج من مشاريعها المشتركة مع “بتروليوس دي فنزويلا” دون أي تعطّل، مشيرة إلى التزامها الكامل بأطر العقوبات والقوانين الأمريكية. وتعمل “شيفرون” في فنزويلا بموجب ترخيص خاص من وزارة الخزانة الأمريكية، يسمح لها بإنتاج وتصدير النفط ضمن شروط مقيدة، حيث يتم تصدير الخام باستخدام ناقلات غير خاضعة للعقوبات إلى ساحل خليج الولايات المتحدة.

غير أن التأثيرات غير المباشرة لإغلاق آبار “بتروليوس دي فنزويلا” قد تمتد حتى إلى العمليات التي تشارك فيها “شيفرون”، خاصة أن نصف إنتاجها، البالغ نحو 200 ألف برميل يوميًا، يذهب إلى الشركة الوطنية الفنزويلية بموجب شروط التعاقد.

ويرى محللون أن القيود المفروضة على شحن النفط الفنزويلي، إلى جانب صعوبة استيراد المخففات اللازمة لإنتاج ونقل الخام الثقيل، تعني أن التخزين قد يمتلئ بسرعة كبيرة. ومع امتلاء الخزانات، قد يتراجع الإنتاج بوتيرة حادة، كما حدث خلال الولاية الأولى لترمب، عندما أدت سياسة “الضغط الأقصى” إلى انهيار إنتاج فنزويلا إلى أقل من 500 آلاف برميل يوميًا.

وتشير بيانات الشحن وصور الأقمار الاصطناعية إلى وجود ما لا يقل عن ثلاث ناقلات عملاقة محمّلة بنحو 6 ملايين برميل من النفط، لا تزال عالقة في المياه الفنزويلية بسبب مخاوف المصادرة. وتعتمد فنزويلا بدرجة كبيرة على ما يُعرف بـ“أسطول الظل”، الذي يستخدم أساليب تمويه لإخفاء حركة السفن، غير أن الدوريات الأمريكية في البحر الكاريبي حدّت من فاعلية هذا الخيار.

ورغم أن فنزويلا تمثل أقل من 1% من الإنتاج العالمي للنفط، فإن أي تعطّل إضافي في الإمدادات قد يسهم في دعم الأسعار، لا سيما في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية. ومع استمرار الحصار الأمريكي، يبقى قطاع النفط الفنزويلي أمام سيناريوهات صعبة، قد تعيد البلاد إلى مستويات إنتاج متدنية شهدتها في سنوات سابقة.