الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير التنفيذي
أحمد لطفي
بورصة

وول ستريت تتأرجح بين مخاوف التقييمات المرتفعة وآمال خفض الفائدة

الخميس 18/ديسمبر/2025 - 08:39 ص
وول ستريت
وول ستريت

عصفت التقلبات بأسواق المال في وول ستريت، وسط موجة بيع قوية طالت أسهم التكنولوجيا ذات التقييمات المرتفعة، في وقت تزايدت فيه الشكوك بشأن استدامة طفرة الذكاء الاصطناعي وقدرة الشركات العملاقة على تبرير إنفاقها الضخم على البنية التحتية، رغم استمرار الآمال بإقدام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.

وقادت أسهم شركات التكنولوجيا الخسائر، مع تراجع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 1.9%، بينما انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنحو 1.2% بعدما كسر مستوى فنياً مهماً، في إشارة إلى تنامي الضغوط البيعية. وتصدرت شركة “إنفيديا” موجة التراجع، في حين هبطت أسهم “أوراكل” بنحو 5.5%، على خلفية مخاوف تتعلق بتمويل أحد مراكز البيانات المرتبطة بمشروعات الذكاء الاصطناعي.

وألقى المستثمرون باللوم على اتساع الفجوة بين حجم الإنفاق الرأسمالي الضخم لشركات التكنولوجيا الكبرى والعوائد المتوقعة، إذ تضخ هذه الشركات ما يزيد على 400 مليار دولار سنوياً في بنية الذكاء الاصطناعي التحتية، بينما لا تزال الإيرادات المتأتية من هذه الاستثمارات دون الطموحات. وأثار ذلك تساؤلات حول قدرة السوق على مواصلة الصعود بنفس الزخم الذي شهدته خلال الأشهر الماضية.

وقال محللون إن أي تلميح لمشكلات في مشروعات مراكز البيانات أو تأخر في التنفيذ بات كفيلاً بإثارة قلق المستثمرين، الذين بدأوا بالفعل في إعادة تقييم رهاناتهم على القطاع. ومع تراجع المؤشرات الرئيسية لعدة جلسات متتالية، ظهرت مؤشرات على تدوير الاستثمارات نحو قطاعات أخرى، مثل الشركات الصغيرة، وأسهم القيمة، والطاقة، والرعاية الصحية.

في المقابل، حدّت تصريحات عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر من خسائر الأسواق، بعدما لمح إلى وجود مجال لمزيد من خفض أسعار الفائدة، رغم تأكيده عدم الحاجة إلى التسرع في ظل استمرار معدلات التضخم عند مستويات مرتفعة نسبياً. واستقر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات قرب 4.15%، فيما ارتفع الدولار الأمريكي بشكل طفيف، بينما تراجعت العملات المشفرة، وعلى رأسها “بتكوين”.

ويرى مراقبون أن السوق تمر بمرحلة “تدوير كلاسيكية” أكثر من كونها تصحيحاً حاداً، حيث ينقل المستثمرون أموالهم تدريجياً من أسهم التكنولوجيا المبالغ في تقييمها إلى قطاعات تتمتع برؤية أوضح للأرباح. ومع ذلك، تبقى أسهم التكنولوجيا عاملاً حاسماً في تحديد اتجاه السوق، نظراً لثقلها الكبير في المؤشرات الرئيسية.

ومع اقتراب نهاية العام، يترقب المستثمرون بيانات التضخم الأمريكية المقبلة، وسط فتور نسبي تجاه التقارير الاقتصادية الأخيرة، بسبب الشكوك حول جودة البيانات في ظل تداعيات الإغلاق الحكومي. وبينما لا تزال الآراء منقسمة بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، يتفق كثيرون على أن الأشهر المقبلة ستكون اختباراً حقيقياً لقدرة هذا القطاع على الحفاظ على دوره القيادي في الأسواق العالمية.