البنك الأهلي السعودي يدرس إصدار سندات «ديم سوم» باليوان بملياري يوان خارج الصين
يدرس البنك الأهلي السعودي جمع ما يصل إلى ملياري يوان صيني عبر إصدار سندات مقومة باليوان خارج الصين، في خطوة تهدف إلى تنويع مصادر التمويل وتعزيز التوسع الدولي للبنك، وفقًا لمصادر مطلعة على المسألة.
وأوضحت المصادر أن السندات المقترحة من نوع «ديم سوم»، وسيكون أجلها ثلاث سنوات، وسيتم إصدارها عبر وحدة البنك الخاصة بالتمويل الدولي «إس إن بي فندينغ» (SNB Funding Ltd)، على أن يكون البنك هو الجهة الضامنة للعملية.
وأضافت المصادر أن تفاصيل عملية الإصدار، بما في ذلك توقيت الطرح وشرائح الاكتتاب، لا تزال قيد النقاش، مشيرة إلى أن البنك الأهلي السعودي لم يُدلي بتعقيب رسمي حول المسألة حتى الآن.
يأتي هذا التحرك في إطار توجه البنوك الخليجية نحو تنويع أدوات التمويل الدولية، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات الاقتراض الحكومي والخاص في المنطقة. وتتيح سندات «ديم سوم» للمؤسسات المالية إمكانية جمع التمويل باليوان الصيني خارج الأسواق المحلية الصينية، مما يفتح الباب أمام التوسع في التعاملات بالعملة الصينية والاستفادة من التحولات في أسواق التمويل الدولية.
ويعكس اهتمام البنك الأهلي السعودي بإصدار سندات باليوان الارتفاع المتزايد للاعتماد على العملات البديلة في التعاملات الدولية، خاصة مع نمو دور الصين كقوة اقتصادية عالمية وزيادة الطلب على التعاملات باليوان في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. كما تمثل هذه الخطوة فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع الصين، التي تعد أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة العربية السعودية.
ويأتي إصدار السندات أيضًا في سياق التحولات المالية الإقليمية، حيث تسعى العديد من البنوك الخليجية لتوسيع قاعدة التمويل، وتنويع المحافظ الاستثمارية، والاستفادة من أدوات الدين الدولية لجذب المستثمرين الأجانب، بما يساهم في دعم السيولة وتعزيز التوسع البنكي والاستثماري.
وبحسب خبراء ماليين، فإن سندات «ديم سوم» تحظى بشعبية متزايدة بين البنوك والشركات الكبرى، نظرًا لما توفره من مرونة في التمويل، أسعار فائدة تنافسية، وإمكانية الوصول إلى قاعدة واسعة من المستثمرين الدوليين، ما يجعلها أداة فعالة لدعم مشاريع التوسع والنمو.
وتعكس الخطوة أيضًا استراتيجية البنك الأهلي السعودي في تطوير أدوات التمويل الدولية وتوسيع نطاق عملياته خارج المملكة، بما يعزز قدرته على المنافسة في الأسواق الإقليمية والعالمية، ويتيح له التعامل مع المستثمرين والمؤسسات المالية الكبرى بأساليب مبتكرة ومتنوعة.
