الأسهم الآسيوية تتراجع مع عودة مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي
تراجعت الأسهم الآسيوية مع انطلاق آخر أسبوع تداول كامل في عام 2025، وسط تصاعد المخاوف من احتمال تشكّل فقاعة في قطاع الذكاء الاصطناعي، وما يرافقها من شكوك متزايدة حول قدرة شركات التكنولوجيا الكبرى على تبرير التقييمات المرتفعة والإنفاق الضخم على هذه التكنولوجيا، في ظل تباطؤ نمو الأرباح عالمياً.
وانخفض مؤشر الأسهم الإقليمي التابع لـ**"إم إس سي آي"** بنسبة 0.7%، متأثراً بهبوط حاد في أسهم كوريا الجنوبية بلغت نسبته 1.5%، وهي السوق التي تُعد من أبرز المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي خلال العام الجاري. وجاء هذا التراجع امتداداً لموجة بيع قادتها أسهم التكنولوجيا في وول ستريت بنهاية الأسبوع الماضي، ما انعكس سلباً على معنويات المستثمرين في آسيا.
وفي محاولة لالتقاط أنفاسها، سجلت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.2% خلال التداولات الآسيوية، في إشارة إلى احتمالات استقرار نسبي، وإن ظل الحذر مهيمناً على قرارات المستثمرين. في المقابل، تراجعت المؤشرات الصينية بشكل محدود، بعد صدور بيانات أظهرت أن نمو مبيعات التجزئة سجل أضعف وتيرة منذ جائحة كورونا، في حين واصل الاستثمار التراجع، مع استمرار تداعيات أزمة العقارات.
وعلى صعيد الأصول الآمنة، واصل الذهب مكاسبه لليوم الخامس على التوالي، مدعوماً بتقليص المتعاملين رهاناتهم على مزيد من التيسير النقدي في الولايات المتحدة، عقب تصريحات متباينة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. وسجل الذهب ارتفاعاً بأكثر من 60% منذ بداية العام، بينما تضاعفت أسعار الفضة، ليتجه المعدنان نحو أفضل أداء سنوي لهما منذ عام 1979.
مخاوف فقاعة الذكاء الاصطناعي
تراجعت شهية المخاطرة عالمياً في ظل تشكك متزايد بشأن قدرة شركات التكنولوجيا، التي قادت المؤشرات العالمية إلى مستويات قياسية، على الحفاظ على وتيرة النمو الحالية، خاصة مع تصاعد تكلفة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وعدم وضوح العائد الاقتصادي الفعلي منها.
وتُعد الأسواق الآسيوية أكثر عرضة لهذه المخاطر، نظراً لاعتمادها الكبير على سلاسل توريد التكنولوجيا وتصنيع المكونات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. وقال نيك تويديل، كبير محللي الأسواق في "إيه تي غلوبال ماركتس"، إن التحركات الأخيرة تعكس "احتمال انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي في مرحلة ما خلال المستقبل القريب".
وتزايدت مؤشرات القلق مع موجة التراجع في أسهم شركات كبرى مثل "إنفيديا"، وهبوط أسهم "أوراكل" بعد إعلانها عن تصاعد إنفاقها الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تدهور المعنويات تجاه الشركات المنكشفة على "أوبن إيه آي".
بيانات صينية مقلقة
في الصين، أظهرت البيانات أن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 1.3% فقط في نوفمبر، مقارنة بتوقعات كانت تشير إلى نمو يقارب 2.9%، ما عزز المخاوف بشأن ضعف الطلب المحلي. كما أعادت أزمة استرداد بقيمة 3 مليارات دولار في شرق البلاد تسليط الضوء على هشاشة قطاع الظل المصرفي، واحتمالات امتداد أزمة العقارات إلى النظام المالي.
ومع ترقب المستثمرين لسلسلة من اجتماعات البنوك المركزية الكبرى هذا الأسبوع، من بينها بنك اليابان وبنك إنجلترا، تبقى الأسواق العالمية في حالة ترقب، وسط مزيج من القلق بشأن السياسة النقدية ومستقبل طفرة الذكاء الاصطناعي.
